in

مصراتة وحرب البيانات

حرب البيانات فى مدينة مصراتة ساخنة كسخونة الطقس، ففي أقل من أسبوع صدرت ثلاثة بيانات، كلها مبنية للمجهول؛ لأنه لا أحد يملك الشجاعة ليقول ما كتب .. فمصراتة مدينة فيها الرأي والرأي الآخر، ولكن المشكلة أن بعض أبناءها يجري استخدامهم، ولنفهم أكثر ما يدور حولنا علينا أن نشرح ونفصل الواقع كالآتي:

هناك بعض المواضيع التي تطرح وتناقش خلف البحار ثم تنقل إلى العاصمة ويطلب تنفيذها، ويجري إحضار من يشرف ويصرف على التنفيذ، وبعدها يأتي دور “المطبلاتية” الذين قلوبهم وقوالبهم مسخرة للدعم والتأييد، وهم لا يعلمون أنهم مفعول بهم من خلف البحار.

استخدام اسم “أهالي وثوار مدينة مصراتة” هو لإعطاء صبغة الكثرة والإجماع لا أكثر، ولكن الحقيقة أن أهالي مصراتة أنهكتهم الحروب وظروف الحياة، وفهموا جيدا ما تخلفه الصراعات من آلام، ولكنهم فى الوقت نفسه ليسوا راضين عمّا قام به المجلس الرئاسي من عبث، وفي ظل هذا كله فمصراتة من الصعب أن يُحصر رأيها فى بيانٍ مبني للمجهول.

مصراتة ارتضت لنفسها صبغة المدنية، ودائما ماكانت ترفض أن تُدار شؤونها بمفهوم القبلية والتعصب لآراء بعض الأشخاص، وإنما هي مدينة تحترم انتخاباتها التي أفرزت لها مجلسها البلدي ونوابها ليمثلوها سياسيا.. وهذا ماجعلها دائما ترفض تمثيل من يحسبون أنفسهم أعيانا أو مشايخ، وبلا تردد تجدها تقف مع احترام المؤسسات وكيان الدولة حتى ولو كانت ضعيفة، وفي يوم من الأيام لم ترضَ لأحد أبنائها أن يكون سببا فى خراب البلاد، ووقفت فى وجهه ورفضت مساندته، وهذا ما ستفعله دائما لا لشيء إلا لأنها تريد بناء وطن.

مصطلح الثورية أصبح مستهلكا، وعلى من يستخدمه أن يعي بأن الثورة هى مرحلة تغيير، ولا تعطي لصاحبها الحصانة، ولا ترفع مقامه عن الآخرين، ولا ينبغي أن تكون مطية لتمرير مشاريع من خلف البحار، فالثورية حالة وانتهت، وما نشاهده اليوم هو مشاريع بلطجة ولصوصية؛ لأنها مبنية على سرقة الاعتمادات، واستباحة الدماء، وترويع الآمنين، وصراعات بسط النفوذ علي حساب هيبة الدولة ومؤسساتها.

عندما نريد أن نصلح من حالنا الذي وصلنا له بسبب فشلنا وضعفنا، فإنه يجب أن نجسد حبنا للوطن في احترام تضحيات من قدموا أرواحهم وأنفسهم من أجلنا، وهذا يكون بقيام مؤسسات الدولة الرسمية، واحترام الحقوق والقيام بالواجبات، وليس كما يدّعي “المطبلاتية” من تيار المفتي ومن على شاكلتهم، وتشجيعهم لاستبدال ميليشا بمليشيا أخرى، غير مهتمين بمن سيُقتل فى هذه المواجهات، وما سيحدث من ترويع للناس بحجة أن الدماء ليست كلها معصومة في نظرهم، وللأسف يفعلون هذا كله باسم الثورة، وتحت شعار: الله أكبر !!!

أنا شخصيا أحد أبناء مدينة مصراتة، ولا يمثلني من يدعم ميليشا، وأبرأ إلى الله من نقطة دم واحدة تسفك خارج إرادة الدولة وقانونها، وأدعم إقامة مؤسسات الدولة الرسمية، وليس استبدال عصابة بعصابة أخرى…. والله المستعان.

الكاتب/ محمد غميم

عمران: معرقلو الدستور لهم مطامع ومصالح شخصية

الكهرباء تناشد كافة المناطق بالاستجابة لعملية طرح الأحمال