يرى داعمون للاتفاق السياسي في الصخيرات أن أداء السلطات المنبثقة عنه، وخاصة المجلس الرئاسي، وحكومته، لم يرق للمسؤوليات التي تصدروا لها، فكل يوم تزداد المعيشة صعوبة، مع تردي الأوضاع الأمنية، وآخرها استهداف تنظيم الدولة لبوابة كعام بين مدينتي الخمس وزليتن، الذي راح ضحيته أربعة من أفراد الأمن، وجرح آخرين من قوة العمليات الخاصة المتمركزة بالبوابة.
ظروف مواتية للخروج من حالة الانسداد السياسي
يرى عضو مجلس النواب السابق محمد شعيب، أن ما تمر به ليبيا يحتاج إلى تصحيح في الاتفاق السياسي؛ لتحريك العملية السياسية في البلاد.
وأضاف شعيب الممثل عن مجلس النواب في حوار الصخيرات، وفق تصريحات إعلامية، أن الظروف المحلية والخارجية مناسبة لتصحيح ومناقشة كل الحلول الممكنة في إطار الاتفاق السياسي؛ للخروج مما وصفها بـ “حالة الانسداد، والتشويش والغموض” للوصول إلى العملية الانتخابية.
وكان شعيب بحث، الأربعاء، مع سفير مصر لدى ليبيا، سبل الخروج من الأوضاع الراهنة في البلاد تأسيسا على حوار مدينة الصخيرات المغربية.
تنظيم الدولة يظهر حيث الحكومات الضعيفة
قال عضو مجلس النواب فتحي باشاغا، الخميس، إن تنظيم الدولة “يظهر طرديًّا في مناطق ودول حكوماتها ضعيفة أو مستهترة بحياة وأولويات شعوبها”.
وأضاف باشاغا، وهو من النواب المؤيدين للوفاق وللمجلس الرئاسي، على صفحته الشخصية، “أن بوابة كعام التي ضربها تنظيم الدولة اليوم تبعد 150كيلومترا عن مكان وجود حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، واصفًا الهجوم على البوابة بأنه يدل على استعادة تنظيم الدولة لجزء من قوته التي فقدها في مواجهاته مع قوات البنيان المرصوص والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وفق قوله.
وأوضح باشاغا أن قوات البنيان المرصوص والتحالف الدولي سلموا سرت لحكومة الوفاق بعد أن “كلفتهم 700 شهيد، وأكثر من ألفي جريح”، مقدّما تعازيه لذوي من سقط في بوابة كعام اليوم.
عجز الرئاسي يدفع داعميه إلى المناداة بتغييره
وقال مصدر مقرب من عضو مجلس النواب محمد شعيب، الخميس، إن “هناك مزاجا يدفع بضرورة تغيير المجلس الرئاسي بعد ظهور عجزه”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريح للرائد، أن عضو لجنة الحوار محمد شعيب ومجموعة من 102 من داعمي الرئاسي، أصبح لديهم “قناعة بالتعجيل في تغيير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، بعد ضعفه في أداء المهام المنوطة به، وعجزه في إدارة البلاد”، وفق قوله.
افتقار القيادات الأمنية للحس الأمني
في حين حمّل عضو مجلس النواب عن الخمس، أبو بكر ميلاد، الخميس، القيادات الأمنية في المدينة المسؤولية عن الهجوم المسلح على نقطة الأمن بكعام؛ “لافتقارهم للحس الأمني”، وفق تعبيره.
وقال ميلاد، في تصريح للرائد، إن الهجوم على بوابة كعام كان اشتباكا مسلحا، وليس تفجيرا، موضحا أن مجموعة مسلحة تسللت ليلًا إلى نقطة التمركز الأمنية (بوابة كعام) “وذبحت 4 أشخاص”، بحسب ميلاد.
الهجمات الإرهابية سببها الانقسام السياسي
من جهتة أخرى، أدان المجلس الأعلى للدولة، الخميس، الهجوم المسلح على بوابة كعام، داعيا حكومة الوفاق إلى القيام بواجبها في بسط الأمن وتأمين المواطنين، ومنع وقوع عمليات أخرى.
وعزا المجلس، في بيان له، “الهجمات الإرهابية” إلى تدهور الأوضاع الأمنية بسبب الانقسام السياسي؛ لضرب الاستقرار في البلاد، داعيا مجلس النواب إلى إنهاء المرحلة الإنتقالية والإيفاء بالاستحقاقات الدستورية؛ لتوحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأمنية، وفق البيان.
هجوم كعام نتيجة ضعف حكومة الوفاق أمنيا
ويرى الخبير العسكري والأمني سليمان بن صالح، الخميس، أن الهجوم على بوابة کعام، سببه ضعف حكومة الوفاق في اتخاذ التدابير لمنع عودة تنظيم الدولة إلى ليبيا.
ويضيف بن صالح، في تصريح للرائد، أن التنظیم يفصح عن وجوده، وإن فقد قاعدته المهمة وهي مدینة سرت، إلا أنه بهجومه يحاول إظهار نفسه، للعالم وليس لليبيين وحدهم، وإثبات أنه لا يزال موجودا وقادرا علی تنفیذ ضرباته، وفق بن صالح.
وعزا بن صالح السبب الأول في رجوع التنظیم إلى مهاجمة بوابة أمنیة في المنطقى الوسطى، إلى تراخي السلطة في الغرب الليبي، وإهمالها تقدیم الدعم للوحدات الأمنیة؛ لتستطیع تضییق الحصار علی عناصر تنظيم الدولة الذين وجدوا ملاذا لهم جنوب بني ولید، وفق قوله.
ويؤكد بن صالح أن السبب الآخر هو تقاعس الحکومة في المتابعة، وهو ما أنتج ما وصفه بـ “شعور الوحدات الأمنیة بالنعاس”، الذي أعطی الفرصة لعناصر التنظيم لإعادة تجميع صفوفهم، وإیجاد طریقة للتواصل بین قادتها، موضحا أن خطاب البغدادي الأخیر کان له تأثير في قیام عناصره بالهجوم على بوابة كعام.
وحذر الخبير العسكري والأمني من عودة التنظيم للسيطرة على أجزاء من ليبيا؛ بسبب ضعف حكومة الوفاق، ونتيجة خساٸر التنظيم في الأرواح، والمواقع في سوریا، والعراق، متوقعا أن يكرر التنظيم عدة هجمات أخری إذا لم تتخذ حکومة الوفاق التدابير لمنع عناصر التنظيم من تنفیذ مخطاطاتهم.
وتداولت وسائل إعلام، الأربعاء، تسجيلا صوتيا منسوبا لقائد تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي، يدعو فيه أتباعه إلى القيام بالمزيد من الهجمات فى الدول التي يقيمون فيها.
وكان عنصر من تنظيم الدولة شن هجوما، الأربعاء، على نقطة تمركز أمنية (بوابة كعام) الفاصلة بين مدينتي الخمس وزليتن، راح ضحيتها 4 عناصر أمن، وجرح أربعة آخرون.
يذكر أن المجلس الرئاسي لم يعيّن إلى يومنا هذا وزيرا للدفاع عقب إقالته الوزير السابق المهدي البرغثي منذ أواخر يوليو المنصرم.