في حواره مع صحيفة المرصد الالكترونية، قدم قائد عملية الكرامة خليفة حفتر نفسه كداعم أول لإجراء الانتخابات وللاحتكام إلى صوت الشعب عبر صناديق الاقتراع وممارسة الديمقراطية لإنهاء الأزمة وإيجاد مؤسسات سياسية ثابتة وذات شرعية واضحة حسب قوله.
حفتر في مقابلته الأخيرة مع صحيفة المرصد يتهم خصومه بالانقلاب على المسار السياسي، متناسيا أنه أول من خرج أمام العالم على قناة العربية، معلنا تجميد الإعلان الدستوري وأمر خلاياه في طرابلس التي لم تطعه مكرهة حينها بالسيطرة على المؤسسات .
ومع ذلك لوحظ تحول في خطاب الرجل تفوح منه رائحة السياسة بالحديث عن الخيار السياسي السلمي بدلا عن العسكري وذلك بحديثه عن الانتخابات وإظهار تمسكه بها .
تراجع مواقف
حفتر أكد في حواره أن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو التوجه للانتخابات في تغير واضح في موقفه الذي أدلى به عقب عودته من رحلة علاجية في مايو الماضي حيث قال “بأن الجيش فقط هو من سيحقق الحياة الكريمة لليبيين، وأن العملية الانتخابية ما هي إلا تمثيلية، يريد أصحابها ممارسة الدجل على ممثليهم”
قائد قوات الكرامة وبعد اتفاق الأطراف الليبية في باريس على إجراء انتخابات في دييسمبر المقبل خرج في تصريحات مناقضة لما اتُّفِق عليه في العاصمة الفرنسية حين صرح لمجلة الأهرام العربي المصرية بأن هناك توجهًا دوليًا عامًا يضغط باتجاه خضوع المؤسسة العسكرية للسلطة التنفيذية المنبثقة عن الاتفاق السياسي، مؤكدا رفضه القاطع لهذا التوجه؛ لأنه يتعارض مع مصلحة المؤسسة العسكرية، ويعرّضها للخطر وفق قوله في إشارة لعدم رغبته الانضواء تحت السلطة المدنية.
لكنه أبدى في حواره الأخير تمسكه بمخرجات إعلان باريس والدعوة إلى إجراء الانتخابات في أقرب الآجال ، بحيث يكون لليبيا رئيساً وبرلماناً جديداً يباشران مهامهما مع مطلع العام 2019، مشيرا في نفس الوقت إلى المؤتمر المزمع عقده فى روما والذي أكد أنه “يرهن المشهد الليبي للأجسام السياسية المتصارعة”، مرفوض وسنعمل على عرقلته.
ولم يعط حفتر رأيه في مسودة الدستور، مشيرا إلى أنهم على صلة بمختصين في الشأن القانوني والاقتصادي والاجتماعي والقضائي للحصول على رأيهم العلمي والفني كاملاً على مشروع الدستور قريباً.
ازدواجية المعايير
واعتبر حفتر في حواره أن تصريحات السفير الإيطالي تمثل استفزازاً واضحاً للشعب الليبي وتدخلاً سافراً في شؤونه الداخلية رغم بيان السفارة التوضيحي حول تصريحات السفير مؤخرا بشأن أحقية الليبيين فقط بتقرير موعد انتخاباتهم، إلا أن حفتر اعتبرها محاولة لتعطيل الانتخابات غايتها هي إطالة أمـد الأزمة، واستمرار حالة الانقسام والفوضى.
الانقسام الذي يرفضه حفتر كانت قد تسببت فيه قواته الشهر الماضي حين قررت تسليم الموانى النفطية للمؤسسة الموزاية في بنغازي قبل الضغوطات التى مورست عليه من قبل المجتمع الدولي والولايات المتحدة خصوصا .
السيادة المنتهكة
السيادة الليبية بيدو أنها لم تكن منتهكة حين صرح الناطق باسم قوات الكرامة نهاية الأسبوع الماضي لصحيفة سبوتنيك الروسية ” أن الوضع في ليبيا يتطلب تدخلاً من روسيا والرئيس بوتين شخصيا” ولا حين صرح خليفة حفتر بأنه يدعم مصر حتى لو كانت ضد مصلحة ليبيا، وأيضا تقارير الأمم المتحدة حول الدعم الإماراتى بالطائرات والأسلحة وإانشاء قاعدة لها شرق البلاد.
هذا التدخل المصري والاماراتي والفرنسي اعتبره حفتر مسألة تعاون أمنية لاسيما فى مكافحة الإرهاب بين ليبيا والدول الشقيقة والصديقة ، وفي إطار الشرعية الدستورية والتشريعية وبالتنسيق مع البرلمان ولجانه المختصة لاسيما لجنة الدفاع والأمن القومي. حسب قوله.
فهل يدخل هذا التغير في مواقف قائد قوات الكرامة ضمن حملة انتخابية مسبوقة له، أم إنها ضغوطات خارجية مفروضة .