Menu
in

العدالة والبناء: طريقنا للدولة المدنية واضح، وقناة 218 تدلس الوقائع

من البديهي أن تبحث وسائل الإعلام عن الإثارة في إيصال معلومة موثوقة تقدمها للناس، ومن حق هذه الوسائل الترصد للسياسيين وصناع القرار وانتقادهم، لكن ما هو غير مهني ولا مقبول، ويعدّ جريمة في المعايير الصحفية والإعلامية الدولية والإنسانية، أن تتعمد وسيلة إعلامية مثل قناة 218 تضليل الرأي العام وقلب الحقائق، وذلك بوضع صورة لرئيس حزب العدالة والبناء “محمد صوان” خارج سياق التقرير، بغرض التشويه والاتهام زورا بالإرهاب، مبتعدة بذلك عن الرسالة الإعلامية في تناول الخبر وتحليله.

وردا على ذلك، استنكرت إدارة الإعلام بحزب العدالة والبناء في بيان لها الأسبوع الماضي، زجّ قناة 218 بصورة “صوان” في تقرير متلفز، واصفة ذلك بغير المهني والفاقد للمصداقية، موضحة أن تقرير القناة يغلب عليه التوظيف السياسي غير المبرر، مبدية رفضها لأسلوب القناة في قلب الحقائق وتشويه الخصوم، معتبرة أن هذا العمل يدل على افتقار القائمين على القناة إلى أخلاقيات المهنة، ومقومات التنافس الشريف.

218: التقرير جرس إنذار
اعتبر مؤسس ورئيس تحرير قناة 218 مجاهد البوسيفي، أن بيان الحزب كان قاصرًا؛ لأنه لم يحدد موضع التضليل، مضيفًا أن قصوره ليس فقط في فهم الإعلام، حسب تعبيره.
وقال البوسيفي في صفحته الرسمية، إن البيان كان قاصرًا أيضًا في فهم مآل النقاش الغربي، خاصة بين حلفاء الإخوان في أميركا وبريطانيا، معتبرًا أن تقرير القناة في جوهره يعدّ جرس إنذار لجماعة الإخوان في ليبيا، حسب وصفه.

العدالة يرد من جديد
دائرة الإعلام والاتصال بحزب العدالة والبناء قالت، إن قناة 218 تدرك أنه لا أساس ولا دليل يثبت تورط الحزب في دعم التطرف والإرهاب، “لكن حلم الفوز بالانتخابات أسكت ألسنتهم عن قول الحقيقة”.

وأضاف رئيس دائرة الإعلام والاتصال في تصريح للرائد، أن أبجديات الإعلام في صناعة التقارير تتطلب أن ترافق الصورة النص، وهذا لم يحدث في التقرير، “بل زُج بالصورة في غير محلها دون مراعاة لأدنى درجات المهنية”.

وأوضح أن ما قامت به قناة 218 يأتي ضمن حملة تشويه متعمدة لحزب العدالة والبناء وقياداته؛ لمواقف الحزب الواضحة والجلية المضادة للتطرف والإرهاب والداعمة لقيام دولة مدنية، و”نظرًا للخصومة السياسية التي أعمت أبصارهم عن الموضوعية والحقيقة والإنصاف”.

طريقنا واضح
وشدد المسؤول الإعلامي على أن طريق حزب العدالة والبناء واضح، وهو السعي لقيام دولة مدنية لا مكان فيها للإرهاب والتطرف، والوقوف أمام التسلط الديني أو العسكري أو القبلي، مؤكدًا أن مثل هذه التقارير المزيفة لن تثنيهم عن مواصلة العمل في هذا الطريق.

وأوضح أن مثل هذه التقارير لن تقدم إلى ليبيا إلا مزيدا من التشظي والفرقة، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى خطاب توافقي يجمع الشمل، ويسهم في ترميم الشرخ الاجتماعي “الذي كانت هذه القناة من أكثر من قام بتغذيته”،واختتم تصريحه بدعوة البوسيفي وقناته إلى العودة إلى أرض الوطن والعمل من داخله ولصالحه، والكف عن أساليب التضليل والتزوير وقلب الحقائق.

وفي وطن يعاني من الانقسامات لا تزال بعض المنصات الإعلامية فيه تزيد من الشرخ، وتسعى لإثارة المزيد من الفرقة بين أنباء الوطن الواحد، بدلا من أن تقوم بواجبها المهني وتؤدى رسالة الإعلام النقية الساعية لإظهار الحقيقة، ودعم بناء مؤسسات الدولة، ونشر الوفاق والسلام.

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version