ا
استمرار الإعلام في إلباس حزب العدالة والبناء ثوب الإرهاب باختلاق افتراءات وحجج واهية
تستمر بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية المعروفة بتبعيتها، في قلب الحقائق وممارسة التشويه والتضليل الإعلامي؛ خدمة لأجندات سياسية بتلفيق تهم زائفة لا تمس الواقع بصلة.
فقد حاولت هذه المرة إلباس حزب العدالة والبناء ثوب الإرهاب بزعمها أن لجنة الأمن القومي الأمريكية صنفته حزبًا إرهابيًّا، وهو ما يخالف الواقع تمامًا، ويثبت مدى التضليل الذي تمارسه هذه الوسائل الإعلامية كصحيفة “المرصد الليبية” التى نشرت التقرير، وذكرت فيه كذبًا صريحًا بأن اللجنة صنفت حزب العدالة والبناء إرهابيًّا.
المرصد لم تقف عند تزوير نص التقرير فحسب، بل حاولت ربط حزب العدالة والبناء والإخوان المسلمين بالجماعة الليبية المقاتلة، ووصفها بأنها جماعة مقربة من الإخوان وتابعة لهم؛ الأمر الذي يثبت حجم اللغط والتخبط في فهم الصحيفة.
أمريكا تنظر للحزب على أنه شريك أساسي في عملية التوافق
العضو السابق في الحزب الجمهوري الأمريكي، عصام عميش، قال: إن اللجنة لم تذكر حزب العدالة والبناء في تقريرها بشكل سلبي، بل إنها قالت إن العدالة والبناء انخرط في العملية السياسية بينما انتهج آخرون سبيل التشدد والتطرف، إلا أن بعض وسائل الإعلام حاولت التضليل، وربط الجماعة المقاتلة بجماعة الإخوان المسلمين في محاولة لإثبات أن للجماعة أطرافًا تتبعها تمارس العنف والإرهاب، حسب قوله.
وبيّن عميش، في تصريح خاص للرائد، أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى العدالة والبناء على أنه حزب سياسي قام بعمل متميز في ليبيا، وفرض نفسه شريكًا أصيلًا في الحفاظ على المسار الديمقراطي والبعد عن العنف، وتجنب على الدوام الخلاف مع الأطراف السياسية في البلاد، وهو شريك أساسي في التوافق السياسي.
القانون لم يسمح بتجريم الإخوان
وأكد العضو السابق في الحزب الجمهوري الأمريكي، أن الإدارة الأمريكية الحالية، إدارة “ترامب”، حاولت رفع رايات معادية للإسلام والمسلمين وتجريمهم بضغط من بعض الشخصيات المعروفة بعدائها للإسلام، فاصطدمت بحائط قانوني يمنع هذا التجريم، منوهًا بأنه لم يَرِدْ قانون بتجريم جماعة الإخوان المسلمين؛ لأن الجماعة ليست إرهابية، ولم تدع إلى العنف، ولم تقم بأفعال أو أعمال عنف تبيح لوزارة الخارجية أو مجلس الأمن القومي الأمريكي أن يجد حجة لتجريمها، أو أن يضعها في لائحة المنظمات التي ترعى الإرهاب أو تدعمه.
مناقشة هذه المسألة إجراء اعتيادي
واعتبر عميش أن مناقشة مثل هذه المسألة في لجنة الأمن القومي الأمريكية إجراء اعتيادي متعارف عليه في المجال البرلماني، ودائما ما تكون هذه المسائل مطروحة للمراجعة أو للتشاور فيها.
وأوضح عميش أن أعضاء اللجنة التي ناقشت قضية جماعة الإخوان المسلمين معروفون بانتماءاتهم، مؤكدًا أنهم يتلقون أموالا من الإمارات؛ لمحاربة الإسلام في أمريكا، وما اصطلح على تسميته الإسلام السياسي في باقي دول العالم.
ومع تنامي دور العدالة والبناء السياسي وصموده كقوة سياسية وحيدة رغم كل الصعوبات، لم يجد بعض الخصوم السياسيين سبيلًا لتشويهه إلا بالافتراء عليه بعد عجزهم عن المنافسة السياسية الشريفة، وقد بدأت تنكشف هذه الكيدية أمام النخب والمتابعين للشأن العام؛ لتثبث لهم أن من يحاولون التشويه لا مشروع لهم إلا الطعن في الآخرين، وأن هذه المحاولات البائسة لم تزد العدالة والبناء إلا استمرارًا في دعمه للعملية السياسية والتداول السلمي على السلطة، وإصرارًا على المضي في طريق التوافق الوطني.