Menu
in

التبرع بنخاع العظم سهل كالتبرع بالدم

يعاني سنويا آلاف الأشخاص عبر العالم من أمراض خطيرة، ولا يمكن للشخص أن يشفى منها إلا عبر زراعة نخاع عظمي، لكن من أين له ذلك؟

فللاستفادة من هذا العلاج، لا بد للمريض أن يعثر على مانح ذي نخاع عظمي مثيل لنخاعه، ويمكن أن يحدث ذلك، لكن في حالات قليلة نسبيا، حسب ما أوردته صحيفة “20 مينوت” الفرنسية.

فمثلا، إذا تعذر وجود ذلك المانح ضمن الدائرة العائلية للمريض، يبقى أمله الوحيد في العثور على نخاع مشابه يناسبه من جهات مانحة مجهولة مسجلة في السجلات الوطنية لمتبرعي النخاع العظمي الموجودة في العديد من دول العالم.

وتقول مديرة سجل زراعة النخاع العظمي بالوكالة الفرنسية للطب الحيوي الدكتورة أفلين ماري إنهم يطلقون على هؤلاء المتبرعين اسم “حماة أرواحنا”.

وبمناسبة يوم التوعية الوطني 13 للتعريف بأهمية التبرع بالنخاع العظمي في فرنسا، المنعقد في الفترة بين 10 و18 مارس/آذار الجاري، تود هذه الوكالة أن تزيد الوعي بين عامة الناس بهذه القضية؛ أملا في مضاعفة أعداد المانحين.

وفي هذا الإطار، يود القائمون على هذه الحملة التوعوية لفت الانتباه إلى الفرق الشاسع بين فحص السائل الدماغي الشوكي وثقب البزل القطني؛ إذ تقول الدكتور أفيلين ماري “يخلط البعض بين التبرع بالنخاع العظمي وثقب البزل القطني، ذلك الفحص الطبي المغاير كليا، الذي يهدف إلى جمع عينة من السائل الدماغي الشوكي من العمود الفقري”.

أما التبرع بنخاع العظام فهو أسهل بكثير، إذ تقول الدكتورة ماري “إن الأمر يتعلق بمجرد جني بعض الخلايا الجذعية”. وللقيام بذلك لا يحتاج الطبيب أكثر من عينة من الدم أو العظم، ولا يتطلب الأمر في أي حال من الأحوال زرع إبرة كبيرة في الحبل الشوكي”.

بسيطة وليست مؤلمة
والواقع أن جمع خلايا الدم الجذعية يشبه التبرع بالصفائح الدموية”، كما تقول الدكتورة أفيلين، إذ يتم أخذ الدم من أحد الذراعين، ويمرر عبر جهاز يقوم بتصفيته ولا يستبقي سوى الخلايا الجذعية، ثم يعود الدم المفلتر إلى الذراع الأخرى، ويكون المتبرع جالسا بشكل مريح على كرسي لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويمكنه الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة الفيديو أثناء أخذ العينات”.

وهذا البروتوكول البسيط هو المستخدم في 80٪ من الحالات، ويطمئن يوان (32 عاما) الذي تبرع، عبر الطريقة المذكورة أعلاه، بعينة من نخاعه العظمي قبل ثلاث سنوات؛ مَن يودون القيام بذلك بأن العملية بسيطة و”ليست مؤلمة”.

أما نسبة 20% المتبقية، فإن الدكتورة ماري تقول إن العينات تؤخذ تحت التخدير العام، وتكون من عظم الورك مباشرة، لغناه بالنخاع العظمي.

وتضيف الدكتور ماري أن “أخذ العينة من العظم تعني جمع الخلايا الجذعية وبيئتها”، مشيرة إلى أن هذا المسار أكثر ملاءمة لعلاج أمراض معينة، خاصة لدى الأطفال وتعزيز فرص شفائهم الكامل”.

فالتبرع بنخاع العظم سواء من خلال الدم أو العظم، “يمكِّن من علاج العديد من أمراض الدم الخطيرة، ويمكنه إنقاذ الأرواح، وتساعد عملية الزرع على علاج أمراض مثل اللوكيميا والورم الليمفاوي (مرض هودجكين) عندما لا يفيد العلاج الكيميائي، وعندما يكون الخطر الشديد ماثلا.

ويشترط في من أراد التبرع أن يكون في صحة ممتازة، وأن يكون عمره بين 18 و50 عامًا، وأن يجيب على استبيان طبي، ويجري اختبارًا للدم، فكل ما كانت الخلايا مأخوذة من شباب كانت أنجع.

يشار إلى أنه من الناحية العملية أن العثور على متبرع ذي نخاع عظمي متوافق مع مريض ما أمر نادر الحدوث، حيث إن واحدًا فقط من كل ألف مانح مسجل سيتبرع فعليًا بنخاع عظمه، وعندما يحدث ذلك، فإنه سيعطي ذلك للمريض المذكور فقط.

___________________________

المصدر الجزيرة نت

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version