تمكن عضو مجلس النواب عن تاورغاء جاب الله الشيباني، من تغيير وجهة الجلسة المنعقدة لمناقشة قانون الاستفتاء على الدستور، بعد إصراره على وصف ثورة فبراير بـ “النكبة”.
هذا التصريح الذي وصفه الكثيرون بأنه تعدٍّ على الثورة التي راح ضحيتها مئات الشهداء وأطاحت بنظام دكتاتوري، ورأى آخرون أنه “خيانة للقسم القانوني” الذي أداه لتولي منصب نائب بمجلس النواب الذي يتضمن “وأن أسعى إلى تحقيق أهداف ومبادئ ثورة 17 فبراير”، ودعا غيرهم إلى التماس العذر للنائب الشيباني، مطالبينه بالاعتذار عن أقواله.
كلام الشيباني خيانة للقسم
وقال عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، إن الشيباني جانبه الصواب في وصفه، مرجحًا أن يكون قال ذلك متأثرًا بما حدث لأهله في تاورغاء من نزوح عن مدينتهم عقب الثورة.
وأضاف أوحيدة، في تصريح للرائد، أن الشيباني عضو بمجلس النواب وأقسم على احترام مبادئ فبراير، وما حدث يعدّ خيانة للقسم، مطالبًا إياه بالاعتذار أمام الليبيين عما قاله، وفق أوحيدة.
ودعا النائب أوحيدة إلى “اقتصار النقد على الشيباني”، وأن لا يمتد إلى كامل المجلس، الذي لا تنقصه الانقسامات، موضحًا أن المجلس يفتقر إلى النصاب اللازم لاتخاذ “إجراء رادع” في حق الشيباني، وفق تعبيره.
العذر للشيباني، وكويدير من استفزه
في المقابل، يرى عضو مجلس النواب سعيد امغيب، أن يُلتمس للشيباني العذر، وإن كان لا يعصمه ذلك من الخطأ، مبينًا أن كلمته جاءت ردًا على محاولة النائب مفتاح كويدير “استفزازه” بإصراره على ضرورة أن يصف الشيباني فبراير بالثورة بدل قوله “أحداث فبراير”،
وأضاف امغيب، في تصريح للرائد، أنه “قد يجد للشيباني العذر في انفعاله واستفزازه؛ لأنه متأثر بمعاناة أهله من تاورغاء”، وفق قوله.
عيب فبراير إساءة استخدام الحرية
في حين يرى عميد بلدية تاجوراء حسين عطية، أن ما قاله جاب الله يعدّ تملصًا و”استهتارًا” بثورة فبراير، التي أقسم على احترامها، والعمل على مبادئها، واحترامها، مطالبًا الشيباني بالاعتذار لليبيين، ولناخبيه، والخروج من المشهد السياسي، وفق تعبيره.
ونفى عطية، في تصريح للرائد، أن يكون وجّه كلامًا عنصريًّا للنائب عن تاورغاء، منوهًا بأنه “لا يعاب على فبراير أنها منحت هامشًا من الحرية لليبيين، لكن يعاب على من أساء لهذه الحرية”، وفق وصفه.
لن أعتذر، وكويدير السبب
وحين اتصلت الرائد بعضو مجلس النواب جاب الله الشيباني، لاستيضاح موقفه حول هذا الشأن، قال، إن زميله في المجلس مفتاح كويدير استفزه، ولن يعتذر عن وصفه ثورة فبراير بـ “النكبة”، موضحًا أن “الاعتذار يجب أن يكون عمّا وصلت إليه البلاد”، وفق الشيباني.