Menu
in

دور عملية الكرامة في تجارة الهجرة حسب تقرير دولي

بعد تفعيل رئاسي الوفاق اتفاقية الصداقة الليبية الإيطالية  بما يخص تدريب و تطوير سلاح البحرية الليبي علت أصوات تتهم رئيس المجلس فائر السراج بالسماح للقطع البحرية الإيطالية الدخول للمياه الاقليمية الليبية بأنتهاك السيادة الليبية.

و في الحقيقة أنني لم أهتم كثير لهذه الأصوات لاعتقادي أنها تأتي في إطار المناكفات السياسية لرافضي الاتفاق السياسي ومخرجاته .

لكن فلنطرح سؤال مهم ” المهاجر الذي سيفشل في الوصول لإيطاليا، هل سيقى في ليبيا؟, وهل بقائه يشكل خطرا على ليبيا في ظل أزمتها الحالية؟ عملت للحصول عن إجابة علمية لهذا السؤال. ووجدت ضالتي بدراسة للمنظمة الدولية للهجرة مكتب ليبيا بعنوان “خصائص الهجرة وتوجهاتها مصفوفة تتبع النزوح لليبية” وأجريت الدراسة  خلال الفترة بين 12يوليو و15 ديسمبر 2016 و نشرت في بداية 2017.  الدراسة شملت 8135 مهاجرا غير شرعي من أكثر من 13 جنسية منها العربية و الإفريقية و الآسيوية.

وكانت الإجابة عن سؤالي هو أن نسبة %98 من المهاجرين غير الشرعيين لا يريدون البقاء في ليبيا و ويسعون للعودة.

أما من قرر البقاء فينقسم إلى نوعين؛ الأول يعمل على جمع المال في ليبيا بالعمل في أي نشاط  لمعاودة محاولة قطع البحر للهجرة إلى إيطاليا. أما النوع الثاني يهدف للعمل في ليبيا لتعويض المصاريف التي تكبدها في رحلته إلى ليبيا، ويعود بعدها لبلاده.

و ضمن الدراسة أن هناك شبه إجماع من العينة التي أجريت عليها الدراسة أن بقائهم في ليبيا يشكل خطر على حياتهم وأنهم عانوا مصاعب كبيرة في ليبيا من السرقة والخطف وحتى الاستغلال الجنسية. فقد تعرض الكثير من الأطفال الذكور  والنساء لحالات اغتصاب جنسي.

وهنا أجد نفسي مندهش من هذا الأمر. وبعد تقصي واجتهاد شخصي و جدت أن المسؤول عن هذه الجريمة هم عناصر المعارضة التشادية و السودانية المسلحة. نعم فقد أصحبت هذه المليشيات السودانية و التشادية جزء أصيل من تجارة الهجرة غير الشرعية

كما اكتشفت أن 63% من المهاجرين يدخلون إلى ليبيا، ومن ثم إلى مدن الساحل الغربي الليبي عبر منافد حدودية تسيطر عليه قوات الكرامة وهما المنفذ الليبي المصري “امساعد” و الذي يستخدمه المهاجرين من جنسيات مصرية وسورية و فلسطينية، أما المنفذ الليبي السوداني “العوينات” يستخدمه المهاجرين من جنسيات سودانية وصومالية وإرتيريا وإثيوبية، والمنفذ الليبي التشادي “الساره” الذي يستخدمه المهاجرين من جنسيات تشاد وإفريقيا الوسطى ونيجيريا والكاميرون. وشد انتباهي أن تكلفت المهاجر  غير الشرعي القادم من الجنوب والشمال الشرقي “برقه” حتى يصل إلى مدن الساحل الغرب الليبي  تتروح بين 1500 دولار أمريكي و 5000 دولار أمريكي بعكس المهاجرين القادمين عبر الحدود الليبية بالجنوب الغربي مع تشاد والنيجر وتونس والجزائر، حيت تكلف الرحلة حتى الوصول إلى مدن الساحل لا تتزاوج 1000 دولار أمريكي .

الدراسة تشير إلى تضاعف أعداد المهاجرين من السودان و دول القرن الإفريقي بعد قرار رئيس حكومة مجلس نواب طبرق عبدالله الثني و بتعليمات من قائد عملية الكرامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، إلغاء القوة الليبية السودانية المشتركة نهاية شهر  يوليو 2015 , هذا القرار الغريب و غير المتوقع أثار العديد من علامات الاستفهام . إذ يجمع الكل على نجاح هذه القوة بحفظ المنطقة الحدودية والقضاء شبه الكلى على الهجرة غيرالشرعية وتهريب الوقود والسلع المدعومة وتجارة المخدرات. كما أنها كانت لا تكلف خزينةى الدولة الليبية أي مصاريف، حيث أن السودان هي المتكفلة بها ماليا. ووصل الأمر لنقل جرحى القوات الليبية جوا للعلاج في مستشفى الخرطوم العسكري.

أما علامة الاستفهام الكبري فهي أن رئيس حكومة مجلس النواب عبدالله الثني شخصيا هو من أبرم هذه الاتفاقية مع السودان عندما كان وزيرا للدفاع.

وبعد إلغاء الاتفاقية  بأيام  شهدت مدينة الكفرة  كبرى المدن الحدودية مع السودان حصارا وهجوم مسلح كبير للسيطرة على المدينة من قبل المعارضة السودانية والتشادية المسلحة. لكن بجهد أبناء المدينة والدعم من مدن الغرب الليبي وخصوصا مصراتة نجحت في فك الحصار عن المدينة جزئيا. إلا أن هذه القوات مازالت تسيطر  على عدت مناطق بالجنوب الشرقي للبلاد. والتقرير يشير إلى تعاون قوات المعارضة السودانية والتشادية مع عملية الكرامة .

هذه القوات أصبحت تعمل على تجارة الهجرة غير الشرعية  بعد سيطرتها على جزء كبيرة من خط سير المهاجرين. وبحسب الدراسة فإن طريق المهاجرين القادمين من الحدود الليبية السودانية يبدأ من جنوب “الكفرة” ثم إلى منطقة “بزيمة ” والتي أصحبت مكانا لتجميع المهاجرين القادمين من تشاد عبر  منفذ “الساره” مرورا  بمنطقة “ربيانة”  ثم إلى “تازربو” ومنها إلى الجفرة ومنها لبلدة ” الشويرف” ثم لمدينة “بني وليد” ليصلوا إلى مدينة “العزيزية ” وكل تلك المناطق والمدن خاضعة لسيطرة عملية الكرامة.

وتنتهي رحلة المهاجر إلى مدن الساحل في الزاوية وصبراتة وزواره ليقطعوا البحر باتجاه إيطاليا.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الرحلة الطويلة للمهاجر غير الشرعي تدر أرباحا، تتروح بين 5 و 7 مليون دولار أمريكي  أسبوعيا.

عبد السلام الراجحي/ كاتب ليبي

المصدر: موقع عين ليبيا

أُترك رد

كُتب بواسطة raed_admin

Exit mobile version