بعد انسحاب القوة الأمنية الثالثة من المنطقة الجنوبية وسيطرة قوات الكرامة على المنطقة يشهد الجنوب الليبي بصفة عامة ومدينة سبها خاصة أوضاعا أمنية متردية، واندلاع اشتباكات بين الفينة والأخرى، آخرها التي اندلعت الجمعة الماضية.
وأدت الاشتباكات التي شهدتها مدينة سبها ليلة الخميس بين قوات اللواء السادس، ومجموعات مسلحة من التبو، واستمرت إلى مساء الأحد، إلى مقتل خمسة مدنيين وجرح تسعة آخرين.
هدوء حذر
عميد بلدية سبها حامد الخيالي، أفاد أن المدينة تشهد هدوءا حذرا بعد توقف الاشتباكات المسلحة، صباح الاثنين، لافتا إلى أنه متخوف من أن تستمر هذه الاشتباكات وتنتقل إلى وسط المدينة.
وأوضح الخيالي في تصريح للرائد، أن المجموعات المسلحة من قبيلة التبو “مستعينة بقوات تشادية تحاول احتلال الجنوب”، والسيطرة على مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن هذه المجموعات اقتحمت مطار سبها المدني ليلة الأمس، وتحاول السيطرة على المعسكرات كافة بالمدينة.
وطالب الخيالي الحكومات الليبية بدعم الأجهزة الأمنية بالمدينة وقوات “الجيش” المتمثلة في اللواء السادس الذي يضم كافة أبناء الجنوب، حتى يتسنى لهم صد هذا الهجوم الاحتلالي، وفق قوله.
نفي وجود قوات تشادية
بالمقابل نفى عضو مجلس أعيان وحكماء التبو بسبها أحمد توكة، وجود قوات تشادية تقاتل في صفوف التبو، مؤكدا أن مقاتلي التبو هم ليبيون، وأن الباب مفتوح لمن أراد التأكد بنفسه وزيارة مناطق سيطرة قواتنا.
وأكد توكة للرائد، توقف الاشتباكات المسلحة بالمدينة منذ الأحد، دون وجود أي مفاوضات بين الطرفين المتنازعين، وأن القوات التي تسيطر على مطار المدينة تابعة لمديرية أمن سبها، ولا تتبع لأي جهة أخرى.
وضع أمني متردي
من جانبه بيّن شاهد عيان من مدينة سبها محمد إبراهيم، أن المدينة تشهد أوضاعا أمنية متردية في ظل غياب الأجهزة الأمنية كافة، لافتا إلى أن عمليات السطو المسلح والقتل خارج سلطة الدولة أصبح أمرا تعيشه مدينة سبها بشكل يومي.
وأشار إبراهيم إلى أن الوضع الأمني بالمدينة في الصباح طبيعي، والحياة تسير بصورة اعتيادية، حيث تفتح أبواب المدارس والجامعات ومؤسسات الدولة أمام المواطنين، فإذا حل المساء تجدد الاشتباكات المسلحة، وهكذا دواليك.
يذكر أن القوة الثالثة المكلفة من المؤتمر الوطني العام في 2012 بتأمين الجنوب ومؤسسات الدولة بالمنطقة الجنوبية قد انسحبت في مايو المنصرم.
وأمنت القوة الثالثة المنطقة الجنوبية والطرق المؤدية إليها لفترة تزيد على أربع سنوات، كما ساهمت في ملاحقة فلول تنظيم الدولة الذي سعى إلى السيطرة على الجنوب.