محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 انطلقت، الاثنين، في مقر الامم المتحدة في جنيف بحضور ومشاركة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز عبر اجتماع تقابلي مباشر بين الوفدين العسكريين في ليبيا.
وتستمر مباحثات هذه الجولة حتى 24 من أكتوبر الجاري، وتأمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وفق-بيان لها- أن يتوصل الوفدان إلى حلحلة كافة المسائل العالقة؛ بغية الوصول إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا.
قلب موازين المعركة
ورغم حصار العاصمة قرابة السنة وشدة الحرب واستخدام صواريخ “الجافلن” وطائرات “الرافال” الفرنسية، والطائرات المسيرة “وينغ لونغ” الصينية المدعومة من دولة الإمارات، ومرتزقة الفاغنر الروسية، ومرتزقة الجنجويد؛ الا أن القرارات الحاسمة لقوات الجيش والقوات العسكرية المساندة تمكنت من قلب موازين المعركة فأجبرت المعتدي على جرّ أذيال الخيبة والمهانة.
الجيش الليبي وبعد أن كان في موقع ضغط في دفاعه عن العاصمة المحاصرة، واضطراره إلى توقيع هدنة هشة، وبقاء حفتر في أطراف العاصمة، هاهو الآن وهو في موقف المنتصر يفاوض لضمان طرد المرتزقة الروس والجنجويد من سرت والجفرة والمنشآت النفطية، وتسليم إدارتها للحكومة المدنية الشرعية.
إدارة المفاوضات
لعب رئيس وفد حكومة الوفاق في اللجنة العسكرية “5 + 5″، اللواء أحمد أبوشحمة، دورا بارزا في إدارة المفاوضات، وقاوم ضغوط الأطراف الدولية عليهم في فبراير الماضي لتوقيع وقف إطلاق نار دائم، مؤكدا أن ” التوقيع لن يكون إلا بمقابل شرطين لا تنازل عنهما: انسحاب المعتدي على العاصمة إلى ما قبل تاريخ الأول من أبريل 2019، إضافة إلى تأمين عودة النازحين والمهجرين وعودة الحياة الطبيعية إلى جنوب العاصمة”.
الوفد بقيادة اللواء أبو شحمة كان له دور كبير في إفشال مخطط حفتر وعرابيه في المفاوضات، الذين حاولوا من خلالها “دس السمّ في العسل” عن طريق وقف إطلاق النار عند حدود جنوب طرابلس والاحتفاظ بكل المدن التي احتلها في ترهونة والساحل الغرب.
قلب الموازين
أبوشحمة أطلق، في فبراير الماضي خلال ختام الجولة الثانية من مفاوضات 5+5، تصريحات قلبت موازين المفاوضات عبرّ تأكيده “أن دماء الشهداء وتضحيات الأبطال في محاور القتال ومعاناة الجرحى وأسر الشهداء والمهجرين والنازحين أمر ثابت لا يمكن التنازل عنه” مشددا على أن ما قدمته اللجنة “إما أن يقبل حزمة واحدة أو يرفض”
بعد هزيمة حفتر انتقل وفد الوفاق في الجولة الجديدة للضغط جنبا إلى جنب مع البعثة الأممية لإخلاء سرت والجفرة والمنشآت النفطية من الأسلحة ومرتزقة حفتر؛ لضمان عودة استئناف النفط بشكل آمن، وفتح كافة الطرق المغلقة برا وجوا وعودة النازحين.
مسائل عالقة
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نشرت صورًا ظهرت فيها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة لدى ليبيا، ستيفاني وليامز، ورئيس وفد حكومة الوفاق في اللجنة العسكرية اللواء أحمد أبو شحمة، وقائد الكلية العسكرية التابعة لعملية الكرامة امحيمد العمامي.
وأعربت البعثة الأممية _ عبر حسابها الرسمي-“الفيس بوك”- عن أملها في أن يتوصل الوفدان إلى “حل كافة المسائل العالقة؛ بغية الوصول إلى وقف تام ودائم لإطلاق النار في عموم أنحاء ليبيا”.
الجدير بالذكر أن الجيش الليبي أصر عبرّ المفاوضات العسكرية مع البعثة الأممية لدى ليبيا على خروج مرتزقة الفاغنر من سرت والجفرة ومن الموانئ والحقول النفطية التي تحاصرها بكامل العتاد العسكري، وهو ما وافقت عليه البعثة الأممية في ليبيا.