تشهد ليبيا ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا، خاصة في العاصمة طرابلس، التي تتصدر معدل الإصابة اليومي.
ورغم إعلان وزارة الصحة افتتاح مراكز عزل جديدة، إلا أن الخدمات فيها ظلت محدودة مع ارتفاع عدد الحالات وازدحام جل المراكز بالمرضى.
منظمة الصحة العالمية شككت في مصداقية حالات وفيات كورونا في ليبيا، مشيرة إلى أن ليبيا تصنف حاليا كواحدة من سبع دول في منطقة شرق البحر المتوسط تشهد زيادة في عدد حالات الإصابة بوباء كورونا.
وكشفت المنظمة، في تقريرها عن النصف الثاني من سبتمبر المنصرم، عن أعداد كبيرة من حالات الإصابة المؤكدة بالوباء في مختلف المدن الليبية التي تتصدرها طرابلس، تليها مصراتة وجنزور وزليتن وبنغازي، ولاحظت المنظمة أن بلدية جنزور سجلت أعلى زيادة في عدد الإصابات.
ولفتت المنظمة في تقريرها إلى احتمال زيادة عدد الوفيات؛ بسبب عدم وجود نظام مراقبة في ليبيا، أما العدد الحقيقي للوفيات من الإصابات غير المشخصة في البلديات فغير معروف.
فيما سجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض 596 حالة وفاة في إجمالي عدد وفيات كورونا في ليبيا حتى الآن .
المبعوثة الأممية لدى ليبيا بالانابة، ستيفاني ويليامز، في إحاطتها اليوم الاثنين قالت أمام مجلس حقوق الإنسان، بأن الاستجابة لمكافحة جائحة كورونا في ليبيا أقل من المطلوب، ويجب أن يرفع مستواها.
وصرحت ويليامز سابقا أن وباء كورونا في ليبيا يخرج عن نطاق السيطرة، مع تضاعف عدد الحالات المؤكدة، محذرة من أن النظام الصحي في ليبيا غير قادر على الاستجابة للعبء الإضافي الذي يلقيه عليه مرضى كورونا.
وتتوقع البعثة الأممية أن الأرقام المسجلة في ليبيا أكبر بكثير مما هو معلن؛ لأن “النقص المستمر في إمكانيات الاختبار، وضعف العمل بمرافق الرعاية الصحية الخاصة بالفيروس والعامة، وكذلك تتبع المخالطين.
كما كان لقصف مليشيات حفتر مستشفيات طرابلس وخاصة مستشفى الخضراء ومستشفى طرابلس المركزي، في أبريل ومايو الماضيين، اللذان يعالجان بعضاً من مرضى كورونا، أثرا كبير في تدني مستوى الخدمات الصحية ومتابعة المصابين به.
وفي منتصف سبتمبر المنصرم أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تعافي مايقارب الـ12 ألف حالة إصابة، بعد اعتماده بروتوكولا علاجيا يتكون من خمس مراحل، سواء للمصابين داخل مراكز العزل أو في الحجر المنزلي.
وبهذه البيانات لاتزال المنظمة الدولية للصحة العالمية، والبعثة الأممية في ليبيا، تدق نواقيس الخطر، بعد أن تضاعفت أعداد المسجلين، وبعد الزيادة المسجلة كل يوم بالمصابين بالفيروس في غفلة أو تقاعس من وزارة الصحة.