تغير ملحوظ طرأ على السياسية الخارجية المصرية في الملف الليبي، وبالأخص بعد خسارة حفتر العسكرية، وإنهاء حلمه بالسيطرة على البلاد .
مصر التي كانت من أهم وأبرز داعمي حفتر بدأت تغير اتجاه بوصلتها لدعم العملية السياسية وتثبيت وقف إطلاق النار والعودة للحوار السياسي .
الدفع بالعملية السياسية
اللجنة المكلفة بمتابعة الملف الليبي بالحكومة المصرية دعت عقب اجتماعها ببعض الشخصيات الليبية إلى ضرورة التوصل لآليات تثبيت وقف إطلاق النار، والدفع بالعملية السياسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأكد المجتمعون في بيانهم بالخصوص على الالتزام بقرارات مجلس الأمن، وتقديم الدعم للبعثة في عقد جلسات الحوار السياسي مع تأكيد أهمية إعلان خارطة طريق تحدد تواريخ كل مرحلة؛ لإنهاء المرحلة الانتقالية .
حل للمختنقات
عضو مجلس النواب أبو بكر سعيد أوضح بأنه تم الاتفاق مع اللجنة العليا المصرية المكلفة بالملف الليبي على عدة نقاط؛ لأجل حل المختنقات والمشاكل التي تواجه الرعايا في كلا البلدين.
وأضاف سعيد، عبر صفحته الشخصية، أنه من بين هذه النقاط الاتفاق على فتح الطيران المباشر من المطارات الليبية للأراضي المصرية، وتسهيل الربط الكهربائي بين البلدين، وبحث تسهيل إجراءات منح تأشيرة دخول الأراضي المصرية.
تغير محدود
الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير يعتقد بأن هناك تغيرا محدودا في الموقف المصري، فلا يمكن للنظام المصري أن يخالف الخطة الأمريكية، ومبادرة أمريكا أساسها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة المفاوضات السياسية، وإخراج القوات الأجنبية.
وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن انفتاح النظام في مصر على الحوار مع القوى السياسية في الغرب الليبي دليل على رغبته في البقاء ضمن التسوية السياسية المحتملة؛ لضمان مصالحها التي قد تدفعه للتخلي عن حفتر إذا حصلت على ضمانات كافية من القوى السياسية الأخرى تجاه كل مشاغلها، ومع ذلك قد ينكص النظام المصري عن تطوير موقفه إذا مارست الإمارات والسعودية ضغوطا عليه.
ستتغير قريبا
الكاتب الصحفي إبراهيم أبو عرقوب يرى أن السياسة المصرية تجاه ليبيا ستتغير عاجلاً أو أجلاً، ولن يكون ذلك التغير في المنظور البعيد، ولهذا فإن مصر سيكون لها دور إيجابي في ليبيا، عندما تتأكد من خسارة المشروع العسكري الذي دعمته لمصالحها، وعندما تجد شريكاً موثوقا فيه، وفي تعهداته، وأقصد هنا حكومة الوفاق.
وأضاف أبو عرقوب، في تصريح للرائد، بأن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر في أزمات وأوقات عديدة، والظروف الدولية المحيطة بها جعلتها رهينة المحاور أو الكيانات، لكنها تحاول أن يكون لها دور في أحدها، و لهذا لن تظل أسيرة وهي تحاول أن تخرج من هذه المحاور في أي فرصة.
تطور واضح
وفي ذات السياق يعتقد الكاتب الصحفي على أبو زيد أن تجاهل الجانب المصري الحديث عن حفتر كطرف في التسوية السياسية القادمة، والتأكيد على ضرورة الاتفاق على قاعدة دستورية لا تتجاهل ما أنجزته لجنة الستين يعتبر تطوراً واضحاً في الموقف المصري.
وبين أبو زيد، في تصريح للرائد، أن هذا البيان يشير إلى بحث المصريين عن دور سياسي يضمن مصالحهم بعيداً عن مشروع العسكرة الذي صار ميؤوساً منه، خاصة في ظل توجه دولي نحو تسوية تنتج حكومة وحدة وطنية قد تقلص النفوذ المصري في الشرق ما لم يتجاوب النظام المصري معها بإيجابية.