مع تفشي فيروس كورونا المستجد يبرز الأنف كعضو مهم في انتشار الفيروس، وقد يكون الأهم، فمم يتكون الأنف؟ وما دوره في انتشار فيروس كورونا؟ وكيف يؤدي الفيروس إلى فقدان حاسة الشم؟ الأجوبة في هذا التقرير.
مم يتكون الأنف؟
يساعد الأنف على التنفس والشم، ويوجد في منتصف الوجه، ويتكون من الأجزاء التالية:
– الصماخ الخارجي (External meatus): وهو الجزء الخارجي من الأنف، وشكله مثلث، وذلك وفقا لموقع ستنافورد تشيلدنز هيلث (Stanford Children’s Health).
– المنخران “فتحتا الأنف” الخارجيتان (External nostrils): حجرتان مقسومتان بحاجز.
– الحاجز (Septum): يتكون من غضروف وجزء عظمي ومغطى بغشاء مخاطي. ويعطي أيضًا شكلًا ودعمًا للجزء الخارجي من الأنف.
– مجاري الأنف (Nasal passages): ممرات مبطنة بغشاء مخاطي وشعر صغير (الأهداب) يساعد على تصفية الهواء.
– الجيوب الأنفية (Sinuses): توجد 4 أزواج من التجاويف المملوءة بالهواء، مبطنة بغشاء مخاطي.
ما دور الأنف في انتشار كورونا؟
يشير الخبراء إلى أن المكان الذي يشهد أعلى نسبة كثافة من فيروس كورونا،لا يوجد عادة في الرئتين، ولكن في المجرى التنفسي العلوي، خاصة في الأنف والبلعوم الأنفي (Nasopharynx).
ويعني ذلك أن ترك أنفك دون غطاء وسط تفشي فيروس كورونا، يعرضك لخطر مزدوج، فهو يتيح للفيروس نقطة للدخول إلى جسمك، والخروج منها أيضا لإصابة آخرين بالعدوى.
وقد يكون فقدان حاسة الشم أحد أعراض الإصابة بعدوى كوفيد-19، وذلك وفقا لموقع غايس أند سانت ثوماس إن إتش إس فاونديشن ترست (Guy’s and St Thomas’ NHS Foundation Trust)، التابع لخدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإن معظم المرضى المصابين بكوفيد-19 يعانون أيضًا من الحمى والقشعريرة والتعب وضيق التنفس وألم في الصدر ومشاكل في المعدة.
ويقول الموقع إنه إذا كنت قلقا من احتمال إصابتك بكوفيد-19 فيجب عليك الاتصال بخط الطوارئ للحصول على المشورة.
وحسب ما نقل موقع دويتشه فيله عن الموقع الطبي الألماني “الجريدة الدوائية” (Pharmazeutische Zeitung)× فإن نحو 85% من الأشخاص المصابين بكوفيدـ19 يقولون إنهم يعانون -إلى جانب أعراض أخرى- من اضطرابات في حاسة الشم، التي يمكن أن تتراوح بين نقص حاد إلى فقدان كامل لحاسة الشم، قد يستمر عدة أيام.
كيف يؤدي كورونا لفقدان حاسة الشم؟
وتوصل علماء أميركيون من جامعة جونز هوبكنز الأميركية إلى أن دراسة أنسجة الأنف ربما تساعد في تطوير علاجات جديدة لفيروس كورونا، من خلال تفسير كيف يفقد الأشخاص المصابون بالفيروس حاسة الشم، وفق ما نشرته مجلة المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي (European Respiratory Journal).
وأجرى العلماء دراسة على الأنسجة الأنفية التي تم انتزاعها من 23 مريضا خضعوا لجراحات، وبدا من الأنسجة أن كورونا يمكن أن يسبب فقدانا شديدا لحاسة الشم في غياب أعراض أخرى.
كما عثر العلماء على مستوى مرتفع من إنزيم “أيه سي إي-2” (ACE-2) -الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2- داخل الأنسجة الأنفية للمصابين، وبذلك ذهبوا إلى استنتاج أنه يمكن أن تكون هذه الأنسجة “نقطة دخول” الفيروس إلى خلايا جسم الشخص المصاب.
وتم العثور على الإنزيم بتركيزات كبيرة في الخلايا التي تبطن “الظهارة الشمية” (olfactory epithelium) فقط، وهي المنطقة التي تقع خلف الأنف والتي تكشف الروائح.
وقال مينجفي تشين، الباحث المشارك بكلية الطب في جامعة جونز هوبكنز، إن “هذه النتائج ترجح أن هذه المنطقة من الأنف يمكن أن تكون النقطة التي يدخل منها الفيروس إلى الجسم”.
مخاطر فقدان حاسة الشم
وعندما يتعلق الأمر بالحريق أو الدخان أو المواد الكيميائية تصبح الأنوف منقذة للحياة، وتقول الرابطة الألمانية لجراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والرقبة إن أهمية حاسة الشم لا تحظى غالبا بالتقدير الكافي للأسف.
ونحن نعلم في هذه الأيام أن الناس يفقدون حاسة التذوق أيضا في حال عدم قدرتهم على الشم، وهي حاسة تقل قوتها مع تقدم العمر، كما أن الروائح تثير الذكريات.
خيار محتمل لعلاج العدوى
وقال العلماء في جامعة جونز هوبكنز إن نتائج أبحاثهم هذه يمكن أن تمهد لطريقة جديدة تساعد في التوصل إلى علاج للمصابين من كوفيدـ19
من جهته، قال الباحث المشارك أندرو لين إن فريق جونز هوبكنز يدرس “إذا كان الفيروس يستخدم تلك الخلايا بالفعل لدخول الجسم وإصابته”، وأضاف “إذا كان الأمر كذلك، ربما نكون قادرين على معالجة العدوى بعلاجات مضادة للفيروسات يتم تعاطيها من خلال الأنف مباشرة”.
أستاذ طب الرئة ومدير قسم الأمراض الرئوية والأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة هانوفر الألمانية توبياس فيلته -الذي لم يشارك في الدراسة- أثنى على الدراسة، ووصفها “بالذكية”، وقال إنها تفسر فقدان حاسة الشم لدى المصابين، وتتيح أيضًا خيارات علاجية جديدة. بيد أن الطبيب الألماني يرى أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث والفحوص في هذا الشأن.
عنصر مركزي للشخصية
وترى الجمعية الألمانية لجراحات التجميل أن “الأنف يعد عنصرا مركزيا لشخصية الإنسان، فهو محور يجذب الانتباه البصري للآخرين، ويقوم بدور مهم في تشكيل التأثير الجمالي للوجه”.
وفي هذا الصدد، يقول الأطباء إن “عدم الرضا عن شكل الأنف يؤدي إلى درجة عالية من المعاناة الشخصية وضعف تقدير الذات”.
ولهذا السبب يختار الناس إجراء عمليات تجميل لأنوفهم، كما تجرى هذه الجراحات في حالات المعاناة من مشكلات في التنفس على سبيل المثال، وتعد العمليات التي تجرى للأنف من بين أكثر عمليات التجميل شيوعا، وأجريت أكثر من 450 ألف عملية جراحية للأنف والجيوب الأنفية في ألمانيا خلال عام 2018 وحده.
المصدر: الجزيرة