تعالت الأصوات الدولية والمحلية للحل السياسي للأزمة في ليبيا، وسط تساؤلات ما نوعية الحلول المطروحة، وتجردها من المصالح الشخصية وتقديم مصلحة الوطن والمواطن، وإلى ما يؤول إليه الوضع في ظل تمسك الطرف الآخر المتمثل في خليفة حفتر بالاتجاه العسكري.
استبعاد كل الوجوه
الكاتب الصحفي إبراهيم أبوعرقوب، أكد أنه يجب أن يكون الحل من الشعب مباشرة، باستبعاد كل تلك الوجوه التي عرفناها أسماءً وصوراً والتي لاتزال هي من تخطط لمستقبل البلاد والشعب بعد مرور أكثر من تسع سنوات، من العجز والتساهل في تقديم الأفضل للشعب.
وقال أبوعرقوب في تصريح للرائد أن كل الحلول التي ستأتي من كل الأسماء والوجوه التي عرفناها مند أكثر من تسع سنين، لن تكون في مصلحة الشعب؛ لأنها ستكون إطالة للمراحل الانتقالية التي كانت سبباً في تدهور الأوضاع والخدمات، بل وأدت لحروب ونزاعات تسببت في مزيد من المعاناة للشعب.
لا حل يلوح في الأفق
في حين رأى الكاتب الصحفي عبد الله الكبير لا يبدو أن هناك شيء جاد حتى الآن يمكننا القول إنه سيفضي إلى مبادرة سياسية حقيقية والى ذلك الحين ستبقى الحالة الراهنة بعض الوقت.
وأضاف الكبير في تصريح للرائد أنه لا حل يلوح في الأفق حيث ثمة خلافات ماتزال واضحة بين الأطراف الدولية والإقليمية، وهناك مبادرة أمريكية لتجميد الصراع العسكري فقط.
وتابع الكبير أن روسيا مازالت متعنتة في فتح النفط، والبعثة الأممية بدفع ألماني ومغربي تسعى لإعادة المفاوضات السياسية بين برلمان عقيلة ومجلس الدولة.
التكهن صعب
في المقابل، بيّن الكاتب على أبوزيد أن التكهن بشكل الحل السياسي أو ملامحه أمر صعب، خاصة في ظل غياب صيغة واضحة للأطراف الدولية والانهيار التام للثقة بين الأطراف المحلية، وتحطيم البنية الأساسية للعملية السياسية.
وأوضح أبوزيد في تصريح للرائد أن المطمئن في المشهد السياسي رسوخ قناعة لدى الأطراف المعنية بالشأن الليبي بعدم جدوى الخيار العسكري، وضرورة توافقهم حول صيغة تضمن لهم مصالحهم في ليبيا، والعمل على إيجاد حلول لمسببات الصراع وفي مقدمتها مركزية السلطة وغياب مرجعية واضحة في تقاسم الموارد، معتقدا أن توحيد المؤسسات سيكون على هذا الأساس.
وبيّن أبوزيد أن مع كل هذا فإن الإجراءات الفنية للوصول لتسوية ستكون صعبة ومرهقة وتحتاج الى نفَس طويل قد لا يحتمله صبر المواطن المثقَل بالأزمات والمرهَق من المعاناة.