ما زالت جرائم مليشيات حفتر في المناطق التي كانوا يسيطرن عليها في المنطقة الغريبة تتكشف يوما بعد يوم وتظهر وحشية وبشاعة مرتكبيها.
وقد مثّلت المقابر الجماعة في ترهونة قمة إجرام هذه المليشيات، فقد انتشل ما لا يقل عن 238 جثة من مستشفيات ومقابر جماعية في مدينة ترهونة ومناطق جنوب العاصمة طرابلس، بعد فرار مليشيات حفتر منها في الخامس من يونيو الماضي على يد قوات الجيش الليبي.
مدير مكتب الإعلام بالهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين عبد العزيز الجعفري أكد، خلال تصريح للرائد، انتشال فريق الهيئة 11 جثة من آخر مقبرة اكتُشفت قبل أيام في مشروع الربط بمدينة ترهونة، لافتا إلى أن الجثث انتُشلت من حفرة واحدة في المقبرة وهي لأشخاص مجهولي الهوية أعينهم معصوبة وأرجلهم مكتفة.
النائب العام يزيد القائمة
بدوره، أكد مكتب النائب العام، في تصريح له، توسيع دائرة المطلوبين في هذه الجرائم لتضم أكثر من 100 اسم آخر متهمين بالمسؤولية عن المقابر الجماعية بترهونة وجنوب العاصمة طرابلس، بعد إصداره أوامر اعتقال، في يونيو، لـ20 من مليشيات حفتر متهمين بارتكاب جرائم حرب، على رأسهم أبناء الكاني الذين كانوا يسيطرون على مدينة ترهونة.
وفد الجنائية في طرابلس
حكومة الوفاق طلبت، في يوينو الماضي، من محكمة الجنايات الدولية إرسال فريق لتقصي الحقائق للاطلاع وتوثيق كامل الجرائم التي ارتكبتها مليشيات حفتر ومرتزقتها في جنوب طرابلس وترهونة، وهو ما وافقت عليه المحكمة لاحقا.
وطلب فريق من المحكمة الجنائية الدولية أثناء زيارته طرابلس ولقائه رئيس مكتب التحقيقات بالنيابة العامة، لائحة اتهام للمتورطين في المقابر الجماعية التي عُثر عليها في ترهونة، وزراعة الألغام جنوب طرابلس.
وقالت مصادر للجزيرة، إن وفد الجنائية اطّلع على ملفات المقابر الجماعية، وعلى الألغام التي زرعتها مليشيات حفتر والمرتزقة الروس جنوب طرابلس وتسببت في مقتل أكثر من 40 شخصا.