لم يعد يخفى على أحد مدى حجم جرائم حفتر تجاه الدولة الليبية والمواطن المتمثلة في الدمار والحصار وإغلاق النفط، ووضعه في قبضة المرتزقة الذين جلبهم؛ لتنصيبه حاكما عسكريا للبلاد إلا أنهم فشلو في ذلك، فاتجه لورقة النفط؛ لإدراجها في السياسة.
حفتر توغل في لقمة عيش المواطن البسيط بعد إغلاقه الموانئ والحقول النفطية مطلع يناير الماضي؛ ليتسبب بانقطاع ميزانية الدولة 2020 ووقف مرتبات الدولة عدة أشهر، وارتفاع سعر الدولار الأمريكي بالسوق الموازي ما أجهد كاهل المواطن البسيط، ناهيك عن خسائر بلغت 6.5 مليارات دولار بسبب هذه الإقفالات في 6 أشهر فقط.
التفويض الممنوح لحفتر الناطق باسم مليشيات حفتر أحمد المسماري أكد بعد قرابة 36 ساعة من إعادة فتح النفط استمرار إغلاق الموانئ والحقول النفطية إلى حين تنفيذ مطالب من أغلقوه بوقت سابق تحت اسم التفويض الممنوح لحفتر، متجاوزا قرارات المؤسسة برفع القوى القاهرة لتصدير النفط التي أعلنتها صباح الجمعة.
تأكيد المؤسسة وجود المرتزقة
تجاوزات حفتر لا نهاية لها بعد، حيث صرح رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفي صنع الله أن حفتر سلم الموانئ والحقول النفطية لعدد من المرتزقة الذين يتعاملون من هذه الحقول، وفق أجندات خارجية لها استفادة من عملية الإغلاق. المؤسسة الوطنية أكدت، في بيان لها، أن الإمارات هي من أعطت التعليمات لميليشيات حفتر لإيقاف إنتاج النفط، ذاكرة أنها أجبرت على إعلان القوة القاهرة على جميع صادرات النفط من ليبيا من أجل الحد من التزاماتها التعاقدية.
المؤسسة أوضحت أن مرتزقة من “الفاغنر” والسوريين يحتلون ميناء السدرة النفطي، فيما يقيم مرتزقة “فاغنر” والسودانيين في محيط حقل الشرارة النفطي، وهو ما يمنع تدفق النفط الليبي.
غارات مرتزقة “فاغنر” السفارة الأمريكية في ليبيا أكدت أن غارات مرتزقة “فاغنر” على مرافق المؤسسة الوطنية للنفط أعاقت التقدم، وزادت من خطر المواجهة بعد عدّة أيام من النشاط الدبلوماسي المكثف؛ بهدف السماح للمؤسسة الوطنية للنفط باستئناف عملها الحيوي وغير السياسي.
السفارة أشارت في بيان لها أن الرسائل المتضاربة المصاغة في عواصم أجنبية، التي نقلتها ما يسمّى بـ “القوات المسلحة العربية الليبية” في 11 يوليو أضرّت بجميع الليبيين الذين يسعون من أجل مستقبل آمن ومزدهر.
جاهزية القوات القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج بحث مع رؤساء المناطق العسكرية الثلاث، الغربية وطرابلس والوسطى، وآمر غرفة سرت الجفرة، الوضع العسكري في البلاد بصورة عامة، وجاهزية القوات في مختلف المناطق، وسير العمليات في منطقة سرت الجفرة، ومراجعة إجراءات تأمين المناطق المحررة.
السراج ناقش خلال اجتماعه مع آمري المناطق العسكرية، تنظيم المؤسسة العسكرية، وآليات تنفيذ برنامج دمج واستيعاب التشكيلات العسكرية المساندة، وبرامج تطوير القدرات العسكرية الدفاعية للجيش الليبي في إطار برامج الشراكة مع عدد من الدول الصديقة.
بعد تحرير كامل المنطقة الغربية من مليشيات ومرتزقة حفتر هل ستُؤمّن باقي مناطق الجنوب وتحرر مع الموانئ والحقول النفطية الواقعة تحت سيطرة مرتزقة حفتر؟