in

مطالبات محلية ودولية بإعادة إنتاج النفط، هل تنجح؟

يكاد ينقضي الشهر السابع منذ إغلاق موانئ تصدير النفط على يد موالين لحفتر بدعوى عدم التوزيع العادل للثروة، وبمساندة دول إقليمية تسعى للسيطرة على ثروة ليبيا، والاستفادة من تراجع صادرات النفط الليبي كما اتهمها بذلك رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله في أكثر من لقاء.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، بلوغ الخسائر الناجمة عن إغلاق حفتر للنفط 6.5 مليارات دولار، وأن الدولة الليبية خسرت جراء الإغلاقات المتكررة 231 مليار دولار منذ عام 2011.

ولعلّ آخر جرائم حفتر في ملف النفط الليبي هي تسليمه أكبر حقل في ليبيا، وهو حقل الشرارة، لمرتزقة الفاغنر الروسية للسيطرة على النفط الليبي والتحكم في قوت الشعب، وهذا ما أدى إلى تعدد المطالبات المحلية والدولية بتجنيب الحقول الصراع العسكري وضرورة فتحها لإعادة إنتاج النفط.

الخطوة الأولى لاستئناف الإنتاج

في أولى الخطوات الجادة من المؤسسة الوطنية للنفط لاستئناف الإنتاج ـ تفاوضت المؤسسة في الأسابيع القريبة الماضية مع حكومة الوفاق الوطني وعدد من الدول الإقليمية، بإشراف الأمم المتحدة والولايات المتحدة، وصممت المؤسسة على أن يضمن الاتفاق الشفافية وأن تحقق إيرادات النفط العدالة الاجتماعية لجميع الليبيين، مع ضمان إيجاد حلول لحماية المنشآت النفطية، والتأكد من عدم استخدامها أبدًا هدفا عسكريا أو ورقة مساومة سياسية مرة أخرى.

وناشدت المؤسسة الدول الإقليمية المساهِمة في إيقاف النفط أن ترفع يدها عنه وتسمح للمؤسسة باستئناف عملها لصالح جميع أبناء الشعب الليبي.

دعم دولي للمؤسسة

وفي رسالة دولية رافضة لإغلاق النفط وسيطرة مرتزقة الفاغنر على الحقول النفطي، اجتمعت الثلاثاء مجموعة العمل الاقتصادي حول ليبيا بإشراف الأمم المتحدة، وجددت دعمها الكامل للمؤسسة الوطنية للنفط في رفع القوة القاهرة عن صادرات النفط على الصعيد الوطني.

وأوضحت هذه المجموعة الاقتصادية أن هناك حاجة ملحة لاستئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن لإصلاح الأضرار بالبنية التحتية النفطية وحماية الأصول الحيوية لمؤسسة النفط من المزيد من التدهور والانهيار.

وأكدت البعثة الأممية، في وقت سابق، ضرورة إنهاء تعطيل الإنتاج النفطي في جميع أنحاء البلاد؛ إذ لا ينبغي استغلال النفط والموارد الطبيعية الأخرى بأي طريقة أو صيغة أو شكل كأداة من أدوات النزاع.

وناشدت البعثة جميع الأطراف تفادي الإضرار بالمنشآت النفطية أو منع موظفي المؤسسة الوطنية للنفط من أداء واجباتهم الرسمية، بوصفها شركة النفط الوحيدة والشرعية في ليبيا.

وشددت البعثة على أن الموارد الطبيعية الليبية ملك لكل الليبيين، واستغلالها أمر حيوي للحفاظ على اقتصاد البلاد، لا سيما في ظل ضرورة التصدي لجائحة كورونا.

إدانة أمريكية للفاغنر

وفي رد صريح ودعم أمريكي مباشر، أكدت السفارة الأمريكية في ليبيا دعمها الكامل للمؤسسة الوطنية للنفط وسط حملة غير مسبوقة مدعومة من الخارج لتقويض قطاع الطاقة في ليبيا ومنع استئناف إنتاج النفط، معربة عن قلقها من تدخل الفاغنر في الحقول النفطية.

وأكدت السفارة أن تمكين المؤسسة من استئناف عملياتها شرط أساسي للتوافق الليبي الذي بات حاجة ملحّة حول التوزيع العادل لثروة البلاد، وأنه كلّما طالت فترة إبقاء النفط الليبي رهينة للمصالح الأجنبية ـ استغرق الأمر وقتًا أطول لكي تتمكّن ليبيا من استعادة عافيتها اقتصاديًا، ودفع رواتب القطاع العام، وتحسين البنية التحتية، وتغطية تكاليف استيراد المواد الغذائية والأدوية الحيوية.

دعم بريطاني للمؤسسة

وفي وقت سابق أكدت السفارة البريطانية في ليبيا، دعمها للمؤسسة الوطنية للنفط بوصفها شركة النفط المُستقلة الوحيدة في ليبيا المكلفة بإدارة النفط الليبي، مطالبة بالسماح لها باستئناف الإنتاج دون عوائق، لصالح جميع الليبيين.

كما أعلنت بريطانيا، في وقت سابق، قلقها من استمرار اغلاق الموانئ النفطية، والتقارير التي تُفيد بوجود مرتزقة فاغنر في الحقول، مما تسبب في انخفاض الإنتاج وأدى إلى عواقب اقتصادية سلبية وحدوث أضرار للبنية التحتية للمنشآت النفطية في ليبيا، داعية الجميع إلى المشاركة الفعّالة في الحوار السياسي بقيادة الأمم المتحدة.

الاتحاد الأوروبي أيضا

ومن جانبها، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا بالاتفاق مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى ليبيا، دعمها للمؤسسة الوطنية للنفط في جهودها لاستئناف إنتاج النفط مع سعيها إلى ضمان الشفافية في استخدام إيراداته، مستنكرة إقفال النفط الذي حرم الشعب الليبي من أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي من الإيرادات المفقودة، وتسبب في إلحاق أضرار بالبنية التحتية الهامة منذ يناير الماضي.

وأكدت البعثة دعوتها لجميع الأطراف الليبية والإقليمية إلى الانخراط بشكل بناء في الجهود المبذولة لإنهاء الإقفال، وإدانتها بشدة لوجود مرتزقة أجانب في ليبيا .

ومع هذه التحركات الجادة من المؤسسة الوطنية للنفط والزخم الدولي لاستئناف إنتاج النفط الليبي والضغط الأمريكي في هذا الاتجاه، أيرضخ حفتر ويسحب مرتزقته من الحقول النفطية أم يتعنت مثل كل مرة؟

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

بلدية زليتن تعلن منطقة وادي كعام موبوءة

السراج وشركة “إيني” يؤكدان الأهمية القصوى لسرعة إعادة ضخ النفط