مند أن أعلن غسان سلامة تركه لعمله كمبعوث أممي إلى ليبيا في مارس الماضي، لم يظهر على القنوات الفضائية، ولم تصدر عنه تصريحات أو تفاصيل يذكر فيها شيئاً عن الوضع الدولي تجاه ليبيا طيلة فترة رئاسته التي استمرت ثلاث سنوات وثمانية أشهر.
غسان سلامة، ظهر فجأة كما أعلن استقالته، دخلت الأزمة في ليبيا منعطفًا جديدًا، كما دخلته عندما فشل هو في عقد المؤتمر الوطني الجامع؛ بسبب العدوان الذي شنه حفتر على العاصمة طرابلس في الـ4 من إبريل 2019، قبل موعد عقد المؤتمر في مدينة غدامس بعشرة أيام فقط.
سلامة أعلن في ظهور مفاجئ أن هجوم حفتر على طرابلس أطلق بدعم عسكري من دول مصر والإمارات وروسيا، وبدعم فرنسي، الذي أكد أن باريس تنفيه حاليا، ما أدى إلى توقف عملية السلام التي عملنا عليها لمدة عام كامل، بحسب قوله.
وأضاف سلامة، في مقابلة مع مركز الحوار الإنساني، الأربعاء، إن دولا مهمة لم تكتف فقط بدعم حفتر، بل تواطأت عمداً ضد عقد المؤتمر الوطني الجامع في غدامس، وأنهم لم يكونوا يريدونه أن يعقد، مبينا أن هجوم حفتر على طرابلس حظي بدعم غالبية أعضاء مجلس الأمن، في حين كانت البعثة تتعرض للانتقاد في ليبيا؛ لأننا لم نوقف الهجوم، وفق تعبيره.
وبحسب ما ذكر سلامة فإنه يظل مسؤولاً عن فشل جهوده خلال توليه مهامه مبعوثا أمميا في ليبيا؛ بسبب سكوته عن تدخلات تلك الدول التي أسماها، وذكرها صراحة، التي كانت تحدث رؤية واضحة لشعوب العالم، ولعدد من القوى الدولية في وقتها، قبل العدوان وأثنائه.
ثم إن تصريحات سلامة تطرح تساؤلات عديدة من بينها، لمَ لم يقل كلامه هذا في وقت سابق؟، وبمعنى آخر لمَ لمْ يذكر هذا عندما كان العدوان على طرابلس يشتد؟، وهو لايزال في منصبه، ولمَ لمْ يوضح هذا أو بعضاً منه عندما أعلن استقالته أو بعدها مباشرة على الأقل.
علامات استفهام كثيرة تظهر بعد تصريحاته، هل تراه تكلم بعد أن أعلنت عديد الدول، ذكر سلامة مشاركتها في العدوان على طرابلس، تخليها عن حفتر ، والتي كانت ستضع في وقتها حدوداً لدول ولانتهاكات حدثت في ليبيا؛ بسبب العدوان الذي تسبب في مآسي كثيرة، وكان هو مطلعاً على كل تفاصيله وخفاياه في وقته.