in

بعد خسارتها رهان السيطرة على طرابلس…الإمارات تحاول تمكين “الفاغنر” من احتلال الموانئ والحقول النفطية

لا يخفى على أحد دور الإمارات في دعم خليفة حفتر وخطته للسيطرة على البلاد، وفرض حكم دكتاتوري، فهي التي قدمت له كل أنواع الدعم منذ سنين طوال، خاصة في عدوانه على طرابلس، وزودته بأسلحة وذخائر ومعدات وطائرات مسيرة، ودفعت أموالا طائلة للعديد من الشركات التي توفر مرتزقة للقتال معه، وعلى رأسها شركة “فاغنر” الروسية، بحسب ما أكدته صحف أجنبية.

في مقابل هذا الدعم وعد حفتر أبوظبي باستثمارات وعقود في الموانئ النفطية، وهي التي تُعدّ ملكة للموانئ النفطية وغيرها، عبر ذراعها الطويلة في شركة موانئ دبي العالمية، لكن بعد دحر حفتر وخسارته للحرب بدأت مخاوفها من اندثار الوعود وذهاب الأموال التي استثمرتها في دعمه سدًى.

بدأت المعلومات تتوارد عن استعانة الإمارات بالمرتزقة الروس لضمان سيطرتها على الموانئ الليبية، وتحصلها على أكبر قدر ممكن من خيرات البلاد، وهذا ما أكدته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، وتلميحات وزير الداخلية فتحي باشاغا.

“دولة عربية”

وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا قال، ردًّا على الوجود الروسي المتصاعد في ليبيا، إن “دولة عربية” دعمت حفتر في عدوانه على العاصمة طرابلس ومولت مرتزقة الفاغنر ـ متواطئة في جريمة إغلاق إمدادات النفط الليبي.

وأضاف باشاغا، في حسابه الرسمي في “تويتر”، أن سيطرة المرتزقة الروس على حقل الشرارة النفطي رفقة مجموعة من الجنجويد ـ “سابقة خطرة” نحو سيطرة أجانب على النفط الليبي وتحكمهم في ثروات الليبيين.

وأكد باشاغا، في تصريحات سابقة له، أن الإمارات تريد استمرار الفوضى في البلاد، وقد سببت كوارث، وساهمت في تأزم الحالة الاقتصادية ونقص السيولة، وأن حفتر لديه أكثر من 20 منظومة سلاح جوي نوع “بانتسير” قدمتها له الإمارات، وهي تهدد الطيران المدني.

وأوضح باشاغا سابقا أن الإمارات تمثل خطرا قوميا على ليبيا، ولن ينتهي خطرها إلا بجلوس الليبيين مع بعضهم دون حفتر؛ لأنها لا تريد تغيير سياستها تجاه البلاد.

الإمارات تدفع أجور “فاغنر”

وكشفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، أن الإمارات هي من تدفع أجور مرتزقة “فاغنر” الروس الذين يقاتلون في صفوف مليشيات حفتر.

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن هناك مرتزقة سودانيين وتشاديين وسوريين، يصلون تباعا إلى ليبيا بدعم من الإمارات ومصر لتعزيز صفوف حفتر.

السعودية تمول “فاغنر” أيضا

صحيفة “لوموند” الفرنسية كشفت عن تمويل السعودية لعمليات مرتزقة شركة “فاغنر” الروسية في ليبيا دعماً لحفتر في سبيل تحقيق حلمه فيالسيطرة على العاصمة، قبل دحره من المنطقة الغربية على يد الجيش الليبي.

وبيّنت الصحفية أن الملك سلمان وولي عهده أكدا لحفتر أنهما سيمولان حملته على العاصمة بنحو 200 مليون دولار ليبدأ مغامرته للسيطرة على طرابلس، وهذه الأموال صرفت في رواتب لزعماء القبائل ولتجنيد مقاتلين في صفوف مليشيات حفتر.

وفي السياق ذاته، أوضحت صحيفة “واشنطن بوست”، أن السعودية ومصر والإمارات حرضت حفتر ودعمته ماديا للهجوم على العاصمة طرابلس، لافتة إلى أن هذه الحكومات العربية ومعها روسيا خرجت عمداً عن الجهود الدولية للحل السلمي التي حظيت بدعم من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.

أول ظهور

بدأ ظهور المرتزقة الروس “فاغنر” في ليبيا منذ نوفمبر الماضي في محاور جنوب العاصمة، وكان بينهم قناصة ومتخصصون في تشغيل منظومات الدفاع الجوية الروسية من نوع “بانتسير”، وهم من يخططون العمليات العسكرية لمليشيات حفتر ويتولون تنفيذها.

وبعد ما حررت المنطقة الغربية فرّ الروس إلى مدينتي بني وليد وترهونة، ثم لمّا حاصرت قوات الجيش الليبي مدينة ترهونة هربوا إلى بني وليد حيث ظهروا علنا فيها وتجولوا داخل شوارعها، وانتقلوا عبر مطارها إلى قاعدة الجفرة الجوية آخر معقل جوي كبير لحفتر في المنطقة الوسطى حيث تمركزوا هناك أشهرا.

وفي تطور ملحوظ، ظهر الروس أمس رسميا في الحقول النفطية وسيطروا عليها، خاصة حقل الشرارة النفطي، ليصبح مصير مقدرات الشعب الليبي وثرواته في يد مرتزقة أجانب جلبهم حفتر.

كُتب بواسطة ليلى أحمد

السراج وويليامز يبحثان استئناف إنتاج النفط والمقابر الجماعية بترهونة

الفاغنر في حقل الشرارة.. خطوة لها ما بعدها