تدور الأحوال والدول كما تمر الأيام والساعات، فـ “من سَرّه زمنٌ ساءته أزمان” كما قال الشاعر قديما، وهكذا هو الحال مع مليشيات حفتر التي ما إن تفرح بسيطرتها على مدينة حتى تخسر أخرى إلى أن طُردت من كامل المنطقة الغربية في 5 من يوينو الجاري.
ففي مثل هذه اليوم من العام الماضي كانت مليشيات حفتر على موعد مع الهزيمة، بعد أن استعادت قوات الجيش الليبي سيطرتها على مدينة غريان ودمرت مقر غرفة عمليات حفتر هناك بعد فرار آمرها عبد السلام الحاسي واستسلام عدد من جنوده.
سقوط غريان
مليشيات حفتر سيطرت على مدينة غريان الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي العاصمة طرابلس، بالتزامن مع إعلانها ” عملية الفتح المبين” للسيطرة على العاصمة طرابلس في 4 ابريل 2019.
وفي أثناء سيطرتها على المدنية مارست القتل والتهجير والإخفاء القسري بحق أبناء غريان.
استعادة غريان
وبعد إعلان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج النفير العام لقوات الجيش الليبي للتصدي لهذا العدوان ـ أصدر تكليفاً لرئاسة أركان القوات الجوية بتنفيذ طلعات جوية واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين من أجل استعادة المدينة.
في 26 يونيو، شنت قوات الوفاق هجوما مفاجئا على مناطق شمال غريان فبدأت بمنطقة بوشيبة، ثم بلدة “القواسم” التي تعدّ البوابة الشمالية للمدينة.
وفي الوقت ذاته، تحركت قوة حماية غريان “ثوار المدينة” من الداخل وشنت هجوما على مليشيات حفتر المتمركزة وسط المدينة، وخاضت معها حرب شوارع بمساندة من سلاح الجو التابع للجيش.
فرار الحاسي
تحرير المدينة من مليشيات حفتر استغرق 6 ساعات، ونتج عنه خسارة حفتر غرفة العمليات الرئيسية وفرار آمرها المدعو عبد السلام الحاسي بعد اقتحام مقره والمعسكرات التي كان يشغلها بالمليشيات والمرتزقة، ولم يظهر علنا من يومها حتى الآن.
طائرات إماراتية وصواريخ فرنسية
كما عثرت قوات الجيش عند اقتحامها لمعسكرات المدينة على 3 طائرات مسيرة “وينغ لونغ” صينية الصنع تعود ملكيتها للإمارات، وعلى صواريخ “جافلين” الأمريكية المضادة للدروع التي تبين فيما بعد أنها بيعت لفرنسا، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأشار تقرير “نيويورك تايمز” إلى أن صواريخ “جافلين” التي عثر عليها بغريان تبلغ تكلفة الواحد منها أكثر من 170 ألف دولار، لافتًا إلى أن هذه الصواريخ عادة ما تباع فقط لحلفاء الولايات المتحدة المقربين.
أسرى ومرتزقة
وقبضت كذلك قوات الجيش على عشرات الأسرى من مليشيات حفتر، عقب سيطرتها على المدينة، وكذلك على عدد من المرتزقة التشاديين، والسودانيين من “الجنجويد”.
