in

لقاء الوفاق و”الأفريكوم” رسائل عدة ونتائج إيجابية

جاء اجتماع زوارة بين القيادة العسكرية للوفاق والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” برئاسة قائد القوات “ستيفن تاونسند” بزيارة لليبيا، في توقيت مهم، خاصة بعد تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتلويحه بالتدخل العسكري في ليبيا بعد هزيمة حفتر الذي استعان بالمرتزقة الروس للقتال معه، الأمر الذي استنفر القيادة الأمريكية حيث استشعرت خطر التمدد الروسي في ليبيا ومحاولتها الحصول على موقع استراتيجي على شواطئ البحر الأبيض المتوسط فيها.

ولكن ما دلالات اجتماع زيارة قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا لليبيا، ولقاءه بالسراج وقيادات الوفاق العسكرية؟ في ظل التطورات العسكرية التي شهدتها المنطقة الغربية بتحرير المدن التي كانت تتمركز ميلشيات حفتر فيها، ومحاصرة قوات الجيش الليبي لمدينة سرت

اجتماع إيجابي

وزير الداخلية فتحي باشاغا وصف الاجتماع بـ”الإيجابي” مؤكدا الاتفاق مع الجانب الأمريكي على ضرورة إنهاء التدخلات الأجنبية “غير الشرعية ” ودعم سيادة ليبيا، ووحدة أراضيها من أي تهديدات خارجية، والعمل على تفكيك الميليشيات الخارجة عن القانون؛ كونها أحد أسباب عدم الاستقرار، ودعم جهود حكومة الوفاق الممثل الشرعي لليبيا.

وأضاف باشاغا، في تغريدات له على حسابه الشخصي في تويتر، أن الهزيمة العسكرية لميلشيات حفتر المعتدية زادت من توافق الآراء مع الولايات المتحدة بأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد لحل الأزمة الليبية.

إكمال تحرير سرت والجفرة

آمر غرفة عمليات تأمين وحماية سرت والجفرة العميد إبراهيم بيت المال أكد أن نتائج الاجتماع مبشرة ومطمئنة، وتسير في جانب إكمال العمليات العسكرية، ودعم محاربة الإرهاب، وضرب فلوله، في إطار التعاون الاستراتيجي بين دولة ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح بيت المال، في تصريح له، أن الاجتماع مع الأفريكوم تطرق أيضا لدور شركة “فاغنر” ومرتزقتها، ودعم دولة الإمارات للقوات المعتدية، وكيف سيكون عليه الحال فيما يتعلق بهم، مشيرا إلى أن تصريحات السيسي مجرد هرطقات لن تثنيهم عن استكمال عملية “دروب النصر” لتحرير مدينتي سرت والجفرة.

حليف استراتيجي

المحلل العسكري عادل عبدالكافي قال، إن الولايات المتحدة الأمريكية عبر ذراعها العسكري فى أفريقيا “الأفريكوم” تؤكد استراتيجية التعاون مع حكومة الوفاق والقوات الشرعية والمعنية بمكافحة الإرهاب على الأراضي الليبية.

وأضاف عبدالكافي، في تصريح للرائد، بأن مكافحة الإرهاب هي حروب طويلة الأمد، وأنها لازالت في تنسيق كامل مع القوات العسكرية التي كافحته وسبق أن تعاونت معها في عمليات سابقة في محاربة تنظيم الدولة في سرت، وبعض المواقع التي تحصن بها عناصر تنظيم داعش.

وأوضح عبدالكافي، أنه بالنسبة لليبيا فإن قيام حفتر بعمليته العسكرية مدعوم بحلفائه أوجد فرغا أمنيا كبيرا ومساحة لتحرك العناصر الإرهابية بالمساحات التي هي تحت سيطرة حفتر كجبال الهروج والجنوب الليبي، وتحصلهم على دعم الأسلحة وعربات دفع رباعي وذخيرة فأصبحوا يشكلون خطرا سواء على صعيد ليبيا أو أوروبا في محاولة تمددهم عبر الهجرة غير الشرعية، وكذلك الحدود الجنوبية المستباحة وغير المسيطر عليها؛ بسبب العدوان.

كبح الروس

ومن جهته رأى الكاتب والمحلل السياسي عبدالله الكبير، أن الزيارة تتعلق بشكل خاص بالوجود الروسي وطبيعة الأسلحة التي بحوزة المرتزقة الروس “الفاغنر” ومدى تهديدها لعمليات الأفريكوم في ليبيا.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، بأن المباحثات بالتأكيد تطرقت للوضع العسكري بشكل عام في سرت والجفرة، حيث تتأهب قوات الوفاق لاستعادة السيطرة عليهما، ومن المحتمل أن النقاش امتد أيضاً لإمكانية عودة بعثة الأفريكوم إلى العمل داخل طرابلس مجددا.

دفع سياسي

ومن جانبه رأى المحلل السياسي أحمد الروياتي، أن الزيارة ووفق ما صرحت به “الأفريكوم” ترغب في الدفع في اتجاه التسوية السياسية خوفا من زيادة نشاط وتمكن الروس في ليبيا نتيجة تصاعد العمليات العسكرية.

وأضاف الروياتي، في تصريح للرائد، بأن “الأفريكوم” ترى بأن توقف العمليات العسكرية، يمكنها من الضغط أكثر فى اتجاه إخراج الروس من ليبيا، لأنه عندها لن يكون لوجودهم مبرر أو حجة كما يدعي حليفهم حفتر.

كما ويبدو، وفق الرواياتي، فإن الولايات المتحدة لا تريد خسارة حليفها الاستراتيجي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي ترى في وجوده ضمانة لأمن “إسرائيل” وفق قوله.

وأوضح الروياتي، بأن الولايات المتحدة ربما تكون اليوم قد بعثت برسائل لقيادات الوفاق مضمونها بأن وقف التصعيد والعودة للحوار بضمانات ربما يكون من أهمها عودة سرت لحضن الوفاق، وإعادة ضخ النفط تحت سلطتها.

وبالنظر إلى تصريحات وبيانات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” في أوقات سابقة، فإن الخطر الذي يشكله وجود المرتزقة الروس “فاغنر” ودعم روسيا لحفتر بنشر طائراتها المقاتلة في ليبيا، يظل محل انزعاج أمريكي وأوربي متزايد من تواجد روسيا في ليبيا.

كُتب بواسطة مرام عبدالرحمن

غريان: رفع السيولة المخصصة لمصارف البلدية لـ 26 مليون دينار

صوان: تشبيه الرئيس التونسي للأزمة الليبية بالوضع في أفغانستان أمر مثير للسخرية