وقع رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق فائز السراج، الخميس، في طرابلس مع رئيس وزراء مالطا “روبرت ابيلا” على مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأكد رئيس وزراء مالطا دعم بلاده لحكومة الوفاق، ورفضها للعدوان على طرابلس، وأن لا حل عسكري للأزمة الليبية،
وفي سياق متصل تطرق السراج و”ابيلا” لآخر تطورات عملية “ايريني”، لمراقبة توريد الأسلحة لليبيا التي فرضها الاتحاد الأوربي، واتفقا على ضرورة أن تأخذ هذه العملية في الاعتبار التحفظات التي أبدتها كل من ليبيا ومالطا تجاهها، فكيف ستسهم هذه الخطوة في تعزيز قدرات الوفاق السياسية والدبلوماسية والأمنية؟
التأكيد على الشرعية
الكاتب والمحلل السياسي أحمد الروياتي قال، إن أي خطوة لزيادة التقارب مع أي دولة وخاصة عندما تكون دولة إقليمية أو جارة هو مكسب على مستوى تطوير العلاقات الدبلوماسية لحكومة الوفاق والتي يقع على عاتقها الاستفادة من شرعيتها لتثبيت سلطانها الخارجي والداخلي.
وأكد الروياتي في تصريح للرائد أن توقيع اتفاق اليوم مع مالطا هو مكسب على مستوى ملف الهجرة كأحد أهم الملفات الحساسة في المنطقة ولدى دول المتوسط للاتحاد الأوروبي.
وبيّن الروياتي أن هذا التوقيع اليوم يدحض النظرية التي يسوقها بعض المرجفون من أن المجلس الرئاسي ليس من صلاحياته توقيع الاتفاقيات الدولية على خلفية توقيع هذا الأخير لمذكرتي التفاهم مع السلطات التركية في أواخر السنة الماضية.
وأضاف الروياتي أن محاولات المرجفين للطعن في مذكرتي التفاهم مع تركيا وشرعيتها وقانونيتها لأسباب ليست أقل من أن توصف إلا “بالسطحية والساذجة”، فها هي اليوم مالطا كدولة مستقلة توقع اتفاقية جديدة مع السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا.
خطوة تُشجع الاتحاد الأوروبي
ومن جانبه رأى الكاتب الصَحفي إبراهيم عُمر أن مالطا عضو في الاتحاد الأوربي، ويمكن لحكومة الوفاق أن تستغل موقفها المؤيد لها لصالح موقفها في مواجهة العدوان على العاصمة طرابلس، كما وأن لمالطا ارتباطات عميقة وعلاقات وتواصل كبير مع ليبيا بحكم القرب والجوار البحري.
واعتبر عُمر، في تصريح للرائد، هذا التوقيع والزيارة إلى طرابلس بمثابة دعم واضح وقوي لحكومة الوفاق رغم تأخر هذه الخطوة، ولكنها حتماً ستفتح المجال لدول أخرى أوروبية خاصة لتحذو حذوها، ويأتي مسؤولوها لزيارة طرابلس ويعلنون من وسطها دعمهم الواضح لحكومة الوفاق.
دعم لرفض “إيرني”
ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله الكبير، لعل الموقف المالطي من عملية “إيريني” ورفضها للعملية بمعطياتها الحالية يؤكد رغبة الحكومة المالطية في التمسك بحكومة الوفاق كشريك في التعاون الإقليمي لمكافحة الهجرة والتهريب والإرهاب.
وأوضح الكبير في تصريح للرائد، أن مواقف مالطا أصبحت قريبة من حكومة الوفاق، والتي ترى فيها إلى جانب شرعيتها الدولية المقدرة على الحد من الهجرة غير القانونية خاصة، وأن نية إيطاليا تتجه إلى تحويل قوارب الهجرة إلى مالطا.