فشل الدعم الروسي حتى اللحظة كما يبدو في منع انهيار مليشيات حفتر في المنطقة الغربية، بعد الانتصارت المتتالية لقوات الجيش التى كان من أبرزها تحرير قاعدة الوطية الجوية.
فموسكو لم تبخل على حفتر بالدعم العسكري، فدعمته بمعدات لوجستية ومدرعات ومنظومات دفاع جوي وتشويش بل أرسلت مرتزقة من شركة “فاغنر” للقتال في صفوفه يقدر عددهم بنحو 1200 مرتزق، مع تجنيد شباب سوريين دعما له.
وما زالت روسيا تبذل جهدها لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من فرص حفتر للبقاء في المشهد السياسي، ويتجلى ذلك في الدعوة الروسية الأخيرة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، وهو ربما ما دفع حفتر إلى الانسحاب من محاور طرابلس خوفا من هزيمة ساحقة تُفقده أي موضع تفاوضي مستقبلا.
وقف إطلاق النار
وزارة الخارجية الروسية دعت إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية، واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة بمشاركة إلزامية من الأطراف الليبية لحل الأزمة على أساس قرارات مؤتمر برلين التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” ونظيره التركي “مولود جاويش أوغلو”، بحثا خلاله الوضع في ليبيا؛ استكمالا للمحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بهذا الخصوص، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.
الهدف الروسي
وقبل ذلك، فضح رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، في جلسة اجتماعية، الهدف الروسي من دعم الحل السياسي قائلا، إن موسكو طلبت منه تقديم مبادرة سياسية لإنقاذ مليشيات حفتر المنهارة في غرب البلاد؛ لأنها لن تستطيع الاستمرار في مقاومة قوات الجيش الليبي.
وبيّن صالح أن مليشيات حفتر أصبحت منهكة، وقاب قوسين أو أدنى من الهزيمة، خاصة بعد تلقي قوات الجيش الدعم اللازم من تركيا.
مقاتلات روسية
لكن يبدو أن روسيا أرادت من دعوتها لوقف إطلاق النار كسب مزيد من الوقت، فقد كشف وزير الداخلية فتحي باشاغا عن إرسال روسيا 8 مقاتلات على الأقل إلى مليشيات حفتر في المنطقة الشرقية من قاعدة حميميم في سوريا.
وأضاف باشاغا، في تصريح لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، أن من بين المقاتلات 6 من طراز “Mig-29” ومقاتلتين من طراز “Su-24″، بعضها يعود للعهد السوفيتي، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول”.
كما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن دبلوماسيين غربيين أن الأمم المتحدة تحقق في إرسال روسيا 8 طائرات حربية إلى ليبيا لدعم مليشيات حفتر.