تحصلت الرائد من مصادر موثوقة في مدينة بنغازي عن تفاصيل الإعلان الدستوري الذي سيصدره حفتر باسم ما يعرف بالقيادة العامة، والتي ادّعى أنها حصلت على تفويض شعبي لإدارة البلاد، وأعلن في 27 أبريل المنصرم إسقاط الاتفاق السياسي وكل الأجسام الدستورية المنبثقة عنه، وأنه سيصدر إعلانا دستوريا جديدا يحدد شكل الدولة وطريقة إدارتها في مرحلة توليه زمام الأمور.
إعلان حفتر لم يحظَ بأي دعم دولي، واعتبره كثيرون انقلابا في الهواء، ويعبر عن حالة اليأس والعجز السياسي التي يعانيها حفتر، خاصة أنه الأجسام الدستورية لا تقع ضمن نطاق سيطرته، باستثناء مجموعة من النواب يقودهم عقيلة صالح في طبرق، والذي رفض خطوة حفتر، وقام بتحشيد قبلي أقلق حفتر، وجعله يؤجل إصدار إعلانه الدستوري.
وبحسب مصادرنا فإن الإعلان الدستوري الذي سيصدره حفتر يتكون من 67 مادة، ويتمحور الإعلان الدستوري حول تشكيل مجلس القيادة الوطني الذي سيرأسه حفتر، وتكون له السلطات المطلقة بما في ذلك إصدار التشريعات وإنشاء الهيئات الدستورية المستقلة وتسمية رؤسائها، إضافة إلى سلطة إلغاء البرلمان، وتحديد موعد الانتخابات وتنظيمها، كما له صلاحية تعيين المناصب السيادية، وإعلان حالة الطوارئ والحرب، وتوقيع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والمصادقة عليها.
وأكّدت مصادرنا أن هذا الإعلان كلّف حفتر بإعداده قيادات من نظام القذافي المتحالفة معه (إبراهيم بوخزام، مصطفى الزايدي، وعمران بوكراع)، في تأكيد واضح على تحالف بقايا نظام القذافي مع مشروع العسكرة الذي يقوده، أبقى على مجلس النواب الذي يقوده عقيلة صالح في محاولة استرضاء له، ولكن جرّده من كل صلاحياته، وألزمه باتخاذ قرار في كل القوانين المحالة إليه خلال شهر، وإلا فإنها تصبح نافذة باسم مجلس القيادة الوطني، إضافة إلى أن مجلس النواب هو من يعتمد الحكومة، وفي حال رفضها للمرة الأولى فإنه ملزم باعتمادها في المرة الثانية وإلا فإن مجلس القيادة الوطني يعتمدها.
ومن المرتقب أن يصدر حفتر هذا الإعلان الدستوري خلال اليومين القادمين، وقد أعطيت التعليمات لكل من (بلعيد الشيخي، وصالح الفاندي، والسنوسي حليق)، من أجل التحشيد القبلي لدعم هذا الإعلان، وممارسة التطبيل لهذه المغامرة الجديدة التي ينوي “عجوز الرجمة” الإقدام عليها.
ومن المتوقع أن تزيد هذه الخطوة حفتر انعزالاً بعد التصريحات الأخيرة لحلف الناتو والسفير الأمريكي في ليبيا، التي ظهرت فيها حالة الاستياء الواضحة من تنامي الدور الروسي الداعم لحفتر، أيضا فمن المرجح أن يرفض عقيلة صالح هذا الإعلان ويحرك جبهته القبلية ضده.