جهود مكثفة على مستوى العالم لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وفي عالمنا العربي والإسلامي تتواصل هذه الجهود، لا سيما ونحن في بداية شهر رمضان المبارك.
ويخلص أطباء ومتخصصون في الصحة العامة والغذاء تحدثت إليهم الجزيرة نت إلى أن أبرز التحديات لفيروس كورونا تكمن في الحد من التواصل والاحتكاك بين المواطنين، إضافة إلى تقوية جهاز المناعة بالماء والغذاء بأشكاله وأنواعه.
وإضافة إلى الغذاء، ينصح بتجنب الاكتظاظ، والمحافظة على النظافة الشخصية والعامة، وهي أفضل وسائل الدفاع عن الجسم خلال النهار.
وتتفق اختصاصية التغذية رزان حجاوي مع ما يوصي به حجيجة، خاصة في ما يتعلق بالطعام والشراب “المتنوع والمغذي معا وبالقدر المعقول في الوقت نفسه”.
وتقول رزان حجاوي إن أهم الطعام ما يحتوي على البروتينات من اللحوم الحمراء أو البيضاء، فضلا عن الخضراوات، لا سيما الورقية كالخس والجرجير، إضافة إلى العصائر الطازجة التي لا تحتوي على السكر.
التنوع مطلوب
ويعد “صحن السلطة” متنوعة الخضار ضروريا على المائدة بشكل يومي، ويفي بالتغذية الجيدة، في حين تعد شوربة العدس والفريك مصدرا رئيسيا للبروتين، وبديلا عن اللحوم.
وما يمكن إعداده من الطعام شويا أفضل وأكثر فائدة من القلي، كما تقول رزان، وتفضل للصائم شرب السوائل بكثافة، ولكن بشكل منتظم بين الفطور والإمساك، والإكثار من المشروبات الساخنة “والماء الدافئ أو الفاتر أفضل من البارد”.
ولا تسقط رزان حجاوي من أجندة الصائم حاجته للسكر، وتدعو لأخذه من العناصر الطبيعية، خاصة العصائر الطبيعية، وتقول “يمكن تناول الحلويات الرمضانية شريطة تنوعها ودون إكثار الكمية”.
والماء المثلج يعد أكبر عدو للحلق، خاصة وقت الإفطار، فهو بحاجة لما يرطبه لا ما يؤدي لانكماشه وتضييق مجرى التنفس، ولا تنصح بشرب كم كبير من الماء قبل الإمساك بقليل أو الإكثار من مشروبات الكافيين، التي “تزيد إدرار البول وتحدث جفافا عاليا، يساعد في خلق بيئة حاضنة للفيروس”.
ويرى مدير الطب الوقائي والصحة العامة في وزارة الصحة الفلسطينية ضياء حجيجة أن “التحدي الأكبر يكمن في حاجة الجسم للسوائل التي من شأنها أن تخفف تواجد الفيروس في الحلق وتصرفه إلى الجهاز الهضمي، وتحول دون وصوله للرئتين، حيث منطقة الخطر”.
وانطلاقا من أن مناعة الجسم هي العامل الأهم لمواجهة الفيروس، وأن الصيام قد يشكل خطرا على الذين يعانون من انخفاض المناعة، والمصابين بأمراض مزمنة، والتي تفقدهم المناعة؛ يقول حجيجة “هؤلاء وكونهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس يمكنهم أن يقضوا صيامهم لاحقا بعد الخروج من هذه الجائحة”.
ويوصي حجيجة بالالتزام بالطعام الصحي المتنوع والمفيد، وتناول السوائل بكثرة بين الإفطار والإمساك، وتجنب الأملاح والحلويات.
الحجر وقاية
يقول الشاب مخلص سمارة إن رمضان بالنسبة له سيكون فرصة للتخفيف من وزنه، الذي أسهم الحجر المنزلي في زيادته، وسيحافظ على نظام غذائي مشبع وغير مسمن.
ويضيف للجزيرة نت أن أبرز التحديات الصحية في رمضان تكمن في تجنب التجمعات وعدم الاحتكاك بالآخرين “حتى على مستوى العائلة”.
في المقابل، يستبعد غسان كتوت أية تحديات صحية لكورونا مع الصيام، ويقول إن بعضها قد ينشأ من بقاء الناس فترات طويلة في بيوتهم في ظل تقلص فرص الخروج من المنزل.
ويردف أن أكبر تحد هو الابتعاد عن الاكتظاظ والتجمهر، ولهذا سيعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في الاطمئنان على الأقارب ومشاركتهم فرحة رمضان وحتى القيام بالواجبات الاجتماعية من صلة الرحم وغيره.
وتحاول وزارة الصحة الفلسطينية الحد من انتشار مرض كورونا عبر إجراءاتها المستمرة بالفحوص اليومية والشاملة بالبحث عن الحالات المشتبه فيها وفحص المخالطين
ويساعد أكثر على ذلك -حسب خبراء الصحة العامة- أن المجتمع الفلسطيني ليس حاضنا للفيروس، وأن الإصابات كانت بفعل حالات وافدة من الخارج أو من “عمال إسرائيل”، ومخالطين لهم، “ولم يثبت انتقال الفيروس بين مواطن وآخر”.
المصدر : الجزيرة