لاقى إعلان حفتر، انقلابه العلني على الشرعية وإسقاط الاتفاق السياسي بحجة قبول ما سماه التفويض الشعبي له برئاسة البلاد، استنكار واستهجان عديد الدول والمنظمات، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وبينما يرى مراقبوان أن هذه الردود الدولية تتسق مع الموقف العلنى للأسرة الدولية تجاه ليبيا الذي يعتبر اتفاق الصخيرات هو المرجعية لأي انتقال سياسي في البلاد، يرى آخرون أن على حكومة الوفاق عدم التعويل على هذه المواقف كثيرا، لأن كثيرا من هذه الدول قد مارست الخداع طوال عام كامل من العدوان على طرابلس عبر دعمها لميليشات حفتر بالمال والعتاد.
لايوجد غير هذا الموقف
الكاتب السياسي عبدالله الكبير يرى بأنه لا ينتظر من المجتمع الدولي غير هذا الموقف، لأن حفتر عمليا لا يحكم إلا أقلية من السكان، فالأغلبية خارج نطاق سيطرته، وأغلبهم رافضون له، ومن ثم لا يمكن الاعتراف أو التسليم له بسلطة لا يملكها.
وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن السرعة في صدور الموقف الأمريكي تؤكد أن هناك دولا ربما كانت ستسارع إلى تأييد هذه الخطوة حيث إن عدم الترحيب الأمريكي والرفض الضمني لها كانت رسالة واضحة لعدم اتخاذ هذه الخطوة.
تمارس الخداع
بينما قال المحامي والكاتب فيصل الشريف، إن المواقف الدولية حيال المتغيرات التي يحاول فرضها حفتر لم تتغير فهي لازالت تمارس الخداع حين تستمر في ادعاء أنهت مع الاتفاق السياسي ومخرجاته، بينما تدعم بشكل منفرد وجماعي حفتر.
وأضاف الشريف، في تصريح للرائد، أن على حكومة الوفاق التعويل على الحليف التركي، والاستمرار في حرب التحرير ضد هذا المعتدي، كما أن الأولى أن يدعم مجلس الأمن قرارات تعزز المدنية والديمقراطية، وليس محاولة فرض حالة سياسية جديدة.
إحراجات كثيرة
أما الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد العويتي فقال إن حفتر تسبب بإحراجات كثيرة لمناصريه الدوليين بدءا من إطالة زمن المعركة التي تجاوزت السنة، وصولا إلى تقلبات خياراته التي تصب فقط في خانة ترسيخ الفوضى التي تسعى لها أبوظبي، وتسعى عواصم الغرب تجنبها رغم تأييدها لحفتر.
وأضاف عويتي بأن محاولة حفتر الاخيرة إسقاط الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية يمثل قمة هذا الإحراج، فهم الذين رعوه ورعوا مخرجاته، وإن خالفوها في التفاصيل، ولكن يظل التمسك الجهري بالمؤسسات الشرعية المنبثقة عن الصخيرات ورقة ضغط وإحراج تضع الغرب أمام تحد صعب مع مدد لا أمد في تحديدها بدخول حفتر طرابلس.