منذ انقلاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الرئيس المنتخب محمد مرسي حاول حفتر وداعموه تكرار سيناريو الانقلاب المصري في ليبيا لفرض حكم عسكري، وإنهاء الديمقراطية التي ولدت حديثا في ليبيا.
وعلى خطى السيسي بدأ يسير حفتر فخرج معلنا حكمه العسكري، منقلبا على المؤتمر الوطني العام التي انتخبه الشعب الليبي عام 2012 في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها ليبيا، وظل حفتر يسير بخطى مثله الأعلى السيسي حتى يومنا هذا.
الانقلاب صفة مشتركة مع عبد الفتاح السيسي عٌين من قبل الرئيس المصري السابق محمد مرسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، وفي يونيو 2013 أعلن السيسي انقلابه العسكري على مرسي، بحجة إنقاذ البلاد ومحاربة الإرهاب، ولكن في الحقيقة السيسي انقلب على الديمقراطية.
وكما بدأ السيسي انقلابه لم يتخلف سيناريو قائد القوات المعتدية على طرابلس خليفة حفتر عن حليفه المصري فأعلن في 2013 انقلابه على المؤتمر الوطني العام، وتجميد الإعلان الدستوري، لكنه فشل فحاول مرة أخرى عام 2014 وأطلق عملية تسمى “الكرامة” وحظي بتأييد من الشرق الليبي، بحجة أنه حارب الإرهاب في المنطقة الشرقية، ويريد إنقاذ المواطن ولا يريد الحكم..
السلطة حقيقة الانقلاب وبدأ السيسي يمهد لحكم مصر بعد انقلابه على الديمقراطية أعلن استقالته من منصبه في وزارة الدفاع وقائد القوات المسلحة، وطالب الشعب المصري بتفويضه لحكم البلاد، ونزل مؤيدوه إلى الشارع وإجراء انتخابات شكلية منع فيها منافسيه الحقيقيين من الترشح، ونصب نفسه حاكما عسكريا أبديا لمصر.
وكذلك حفتر الذي أعلن رفضه للاتفاق السياسي في عام 2017 الذي أعطى المجلس الرئاسي صلاحية خلع حفتر من المؤسسة العسكرية وهذا ما رفضه جملة وتفصيلا، وقام بالسيطرة على أعضاء مجلس النواب في طبرق لتعيينه في منصب استحدث لحفتر وهو القائد العام للجيش الليبي. ومن هذا المنطلق أصبح حفتر رويدا رويدا هو الحاكم في المنطقة الشرقية، ومنع العمل السياسي فيها في انقلاب غير معلن على العملية السياسية والديمقراطية في ليبيا، وبعد ذلك تسلل حفتر إلى المنطقة الجنوبية، لينصب نفسه حاكما عسكريا فيها ولا صوت يعلو فوق صوته، ومن ثم وجه دباباته وبنادقه إلى المنطقة الغربية التي فشل في السيطرة عليها.
تفويض وهمي ولما فشل في السيطرة على المنطقة الغربية وانكسرت ميليشياته أمام ضربات الجيش خرج حفتر، الخميس، في بيان قائلا على الشعب الليبي أن يسقط المجلس الرئاسي ويفوض الجهة أو المؤسسة العسكرية التي يراها مناسبة والمقصد من حديثه أن يريد الشعب الليبي أن يفوضوه ولكن على ماذا !!!
كذلك السيسي بعد إنقلابه وتحريض الجيش المصري على عدة عمليات لفرض نفسه بالقوة واستخدام وسائل أخرى إعلامية لتبث إشاعات وبيانات تقضي بأن الشعب المصري فوض السيسي لحكم البلاد وأنه الرجل المناسب في المكان المناسب بحجة أنه يحارب الإرهاب وغيرها من المقولات التي وصل من خلالها إلى الحكم .
قمع وإخفاء وقتل السيسي عندما قام بانقلابه وفرض حكمه ورشح للانتخابات خلال هذه الفترة قام بعمليات قمع وقتل كبيرة منها ما يعرف بمذبحتي ميداني رابعة والنهضة وغيرها من عمليات اعتقال تعسفي وإخفاء قسري، وعمليات إعدام جماعية، ومحاكمات صورية، واعتقال عدد كبير من الصحفيين.
وذات النهج انتهجه حفتر الذي كانت أبرز عملية اختطاف واختفاء في تاريخه هي للنائب سهام سرقيوة والتي اختطفت من منزلها في يوليو العام الماضي لرفضها الحرب والعدوان على طرابلس وغيرها من عمليات قتل جماعي يرتكبها ميليشياته منهم المطلوب للعدالة الدولية محمود الورفلي والذي يقوم بإعدام جماعي لأناس أبرياء.