in

بعد فشله عسكريا، حفتر يطالب الشعب بتفويضه لحكم البلاد، فهل ينجح في ذلك؟

في إثبات واضح وإعلان لعجزه عن اقتحام العاصمة التي ظل لأكثر من عام يمنّي أتباعه بأنه سيدخلها في 48 ساعة، وفي ساعات صفر متعددة ظل يكررها ويعيدها بعد كل فشل ـ خرج حفتر أمس مطالبا الشعب بتفويضه لحكم البلد.

حفتر المنقلب على كل الشرعيات، الذي لم يأخذ درساً من الحرب أو من السياسة، وبعد سفكه لدماء الليبيين وتدمير مساكنهم وقراهم وبنيتهم التحتية وتشريد مئات الآلاف منهم، بالإضافة إلى تضييق حياتهم ومعيشتهم، ها هو يطل على أتباعه ليطلب منهم أن يفوضوا المؤسسة التي يختارونها لإدارة شؤون البلاد، وهو يقصد نفسه بلا أدنى شك.

اعتراف ضمني بفشله

الكاتب علي أبوزيد أكد أن طلب حفتر التفويض لحكم ليبيا اعتراف ضمني بفشله عسكرياً في الوصول إلى الحكم. ورأى أبوزيد، في تصريح للرائد، أن طلب التفويض هو تعبير عن حالة الإفلاس والعجز السياسي، خاصةً أن عقلية الاستبداد بالسلطة مسيطرة عليه، وربما يكون هذا الخطاب الأجوف والمتصلب بدايةً لانهياره وتخلي داعميه عنه.

إدراك الهزيمة

ومن جهته رأى الكاتب عبد الله الكبير أن ما وصفه بـ “مسرحية التفويض” لن تزيد سلطة حفتر، فهو الحاكم المطلق للمنطقة الشرقية بسلطة الخوف.

وأوضح الكبير، في تصريح للرائد، أن حفتر أصبح يدرك الآن أنه هزم ولن يسيطر على طرابلس عسكريا مع تراجع الدعم الإقليمي له، فخرج بمسرحية التفويض، وهي كوميديا ممتعة في المسرح لكنها غير مجدية في الواقع الحقيقي؛ لأن السلطة لا طريق لها غير الانتخابات الحرة النزيهة.

وأكد الكبير، أن المدن الحرة والأحرار الذين قدموا التضحيات العظام ضد جحافل الجنجاويد والفاغنر والمداخلة ومن تبعهم من مغفلين أو انتهازيين ـ لن يحكمهم هذا المهزوم.

اعتراف غير صريح بالهزيمة

من جانبه، قال الكاتب والصحفي إبراهيم عمر، إن كلمة حفتر الليلة الماضية كانت، بلا أدنى شك، اعترافا بالهزيمة وإن لم يقل ذلك صراحة.

وأضاف عمر، في تصريح للرائد، أن حفتر لطالما خاطب العالم كله بأنه لا عودة عن الدخول للعاصمة وتحريرها كما يدعي، ورفض كل الحلول، ونقض كل العهود، وخطابه الأخير يظهره في مستوى العاجز الذي يمكنه أن يتنازل عن كل شيء في سبيل أن يحكم ويتحكم بأي طريقة، ولو كانت عن طريق استجداء أتباعه أن ينصبوه.

حفتر الذي فشل في كل انقلاباته وخططه التي لم تكن يوماً إلا دموية، يطالب مناصريه وأتباعه بأن يفوضوه لحكم البلاد التي لم يترك فيها عائلة إلا أذاقها من الموت والعذاب، فيا له من قائد ناجح يريد خيراً للبلاد والعباد بعد كل جرائمه التي ارتكبها.

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

تناقض كلمتي عقيلة وحفتر حول الاتفاق السياسي… بين منادٍ بإسقاطه وداعٍ إلى تعديله

الموجة الثانية من كورونا…”المختصر المفيد”