في معمل لا تتجاوز مساحته 40 مترا مربعا، داخل كلية يزيد عمرها عن ثلاثة عقود، تنصب طابعتين ثلاثيتي الأبعاد، ويقف أمامهما شباب يمسكون بأقنعة أنتجوها؛ دعماً لجهود مكافحة فيروس كورونا المستجد.
دعــــم تركي
يقول رئيس قسم التدريب بكلية التقنية الصناعية مصراتة أحمد الحويك، إن إنتاج أقنعة واقية من فيروس كورونا، سيُقدم للفرق الطبية، وتم بفضل تدريب أقامته وكالة التعاون والتنسيق التركية “TIKA” في فبراير من العام 2018م لـ 40 متدرباً من مصراتة.
وأوضح الحويك، في حديثه للرائد، أن ما يُنتج اليوم يأتي تطبيقاً للتدريب الذي كان حول “تصميم مجسمات ثلاثية الأبعاد، وتصميم برنامج محاكاة” لتنفيذه بالطابعة فيما بعد وفق عدة مراحل متتابعة.
وأضاف الحويك أن “الوكالة التركية قدمت لنا 3 طابعات ثلاثية الأبعاد، وجهزت لنا معمل حاسوب متكامل”، موضحا أن ذلك شجعهم على نشر إقامة تدريبات عن الطباعة الثلاثية الأبعاد، واستهداف العدد الأكبر من الشباب
25 قناعا يومياً
يرى صانع ومصمم الواقيات “حسن الزعلوك” أن تأخر وصول فيروس كورونا لليبيا، وعجز دول متقدمة عن صناعة واقيات وجه هما ما دفعاه إلى الاستعانة ببرامج مفتوحة المصدر، وتنفيذ نموذج قناع وجه لشركة سويدية بعد إخضاعه لتعديلات.
يسرد “الزعلوك” للرائد مراحل تصميم القناع، بأنها تبدأ بتجهيز التصميم، ثم إعداد الأوامر البرمجية للطابعة عبر الحاسوب، يليها نقل ملف الأوامر من الحاسوب إلى الطابعة قبل طباعة المنتج بشكل نهائي، وهي مرحلة تستغرق ساعتين لكل قناع، وفق قوله.
ويتوقع “الزعلوك” إنجاز 100 قناع خلال كل أربعة أيام، وسيتم تقديمها للمؤسسات الصحية بمصراتة مجاناً، مضيفاً أن لديهم من المواد الخام ما يلبي احتياجات كامل مؤسسات المدينة.
حاجة المؤسسات
“حاجة المؤسسات الصحية” بمصراتة إلى أقنعة وجه، هو ما شجع رئيس نادي توباكتس التقني، الشاب “علي أرطيبة” إلى توحيد الجهود والعمل مع الفريق العامل داخل كلية التقنية الصناعية؛ لإنتاج العدد الأكبر من الواقيات.
يقول زميله في النادي، رئيس فريق إدارة المشاريع “محمد الغرابي” بنبرة ثقة: حان الوقت أمام من أراد من مؤسسات المجتمع المدني العمل وتقديم شيء لبلاده، مضيفاً قوله “من لم يعمل الآن فلن يعمل”.
يتابع أن لديهم عديد الخطط على الورق يطمحون لتنفيذها، إلا أن ذلك سيسبقه تغطية احتياجات الأطقم الطبية بمصراتة من الأقنعة الواقية، بحسب “الغرابي”.
جهود انسانية
شدد منسق طرابلس بوكالة التعاون والتنسيق التركية “TIKA” على أن عملهم مستمر في طرابلس ومصراتة؛ دعماً للجهود الإنسانية، معرباً عن سعادته بإنجاز الشباب الذين دربتهم الوكالة أقنعة واقية تحافظ على أرواح الأطقم الطبية.
وقال “غياث الدين كراتبة” للرائد، إن الوكالة ستواصل دعم أية جهود وتقديم الإمدادات والدعم، متى طلب الشباب الذين يصنعون أقنعة واقية الدعم اللازم.
واختتم حديثه بأنه إذا طلبت مدن ليبية أخرى افتتاح معامل، فإن وكالتهم ستدعم ذلك؛ لنشر عملها في كامل التراب الليبي، مشيداً بالعلاقة الأخوية بين دولتي ليبيا وتركيا.