in

ثلاث فرضيات.. هل يعود فيروس كورونا للمتعافين منه؟

تناول مختصون عدة فرضيات وتحليلات بشأن عودة فيروس كورونا المستجد “سارس كوف 2” المسبب لمرض كوفيد-19 لأجساد المتعافين من المرض، محاولين الإجابة عن أسئلة خلقت القلق في أوساط الناس الباحثين عن بصيص أمل بشأن كبح جماح الوباء.

فالتقارير التي وردت من الصين، بلد المنشأ للوباء، بشأن عودة المرض لنحو 14% من المتعافين في مقاطعة قوانغتشو جنوب البلاد، حسب ما نقلت صحيفة الشعب اليومية عن نائب مدير مركز المقاطعة لمكافحة الأمراض والوقاية منها أثارت الخوف بشأن قدرة الفيروس على العودة من جديد للنشاط داخل جسد المصاب بعد تعافيه، وإظهار نفس الأعراض المرضية، وإمكانية نقل العدوى لأشخاص أصحاء.

الفرضية الأولى

يعتقد عضو مجموعة خبراء العلاج الطبي للالتهاب الرئوي بمقاطعة سيتشوان جنوب الصين لي شيويه تشونغ أن السبب الأكثر ترجيحا لتفسير عودة إصابة المتعافين هو طريقة الكشف عن العينات، حيث قال في تصريح صحفي إنه “وفقا لتشخيص وعلاج الالتهاب الرئوي التاجي الجديد (الإصدار التجريبي 5) خضع المرضى الذين خرجوا سابقا من المستشفى لمسحات من البلعوم الأنفي بهدف إجراء الاختبار، إذ إن هذه الاختبارات مناسبة لبداية المرض، لكن تقدم المرض في وقت لاحق يحتاج للكشف عن الفيروس في الجهاز التنفسي السفلي عن طريق العينة”.

وأضاف أن “خطة تشخيص وعلاج الالتهاب الرئوي للفيروسات التاجية الجديدة” (الإصدار التجريبي 6) راجع معايير خروج المتعافين، إذ اعتمد “الكشف عن عينات من السائل في الحويصلات الهوائية كمعايير للخروج، وهو ما يجعل النتيجة أكثر دقة”.

الفرضية الثانية

خلصت ورقة علمية أعدها المركز العربي للخلايا الجذعية في الأردن، وراجعتها جمعية أطباء الحساسية والمناعة الأردنية إلى احتمال أن تكون مناعة الشخص المصاب ضعيفة، أو أنه يعاني من نقص مناعة لا تمكن جهازه المناعي من تكوين خلايا ذاكرة مناعية، وهو ما يجعل الجسم يستجيب لنفس الفيروس في كل مرة وكأنه فيروس جديد.

وفي تفسير آخر أوردته الورقة العلمية فإن المصاب بفيروس كورونا الجديد يحصل على مناعة لفترة محددة ضد الفيروس “ذاته”، لكن ظهور أعراض المرض مرة أخرى يشير إلى أن المريض كان أصيب بسلالة ما في المرة الأولى، ثم أصيب بسلالة أخرى من نفس الفيروس في المرة التالية.

واطلعت الجزيرة نت على مراجعة علمية صادرة عن الأكاديمية الصينية للعلوم بشأن الأصل والتطور المستمر لفيروس كورونا الجديد، والتي توصلت إلى أن 149 طفرة حدثت في سلالات الفيروس، ويمكن تصنيف 101 منها إلى نوعين فرعيين “إس”، و”إل”، ووجدت المراجعة أن النوع الفرعي “إل” أكثر شيوعا، حيث يصيب نحو 70٪ من المرضى

الفرضية الثالثة

يرى اختصاصي جراحة الصدر الطبيب علي الوعري أن عودة الفيروس عند بعض المتعافين هي بسبب وجود كميات قليلة من الفيروس داخل الجسم، لكن فحص كاشف الحمض النووي لم يتمكن من الكشف عنها لحاجته إلى حد أدنى من أعداد الفيروسات في العينة، وهو ما يعطي نتيجة سلبية (متعاف) في حال عدم توفر عدد الفيروسات المطلوب في العينة.

وأضاف الوعري في حديث مع الجزيرة نت أن “النتيجة الإيجابية لفحص الحمض النووي لمتعافين لا يعانون من أعراض المرض لا يمكنها تحديد تركيز ونشاط الفيروس في الجسم، وهو ما يعني أن فحص كاشف الحمض النووي لا يمكنه الجزم ما إذا كان الفيروس معديا أم لا”، مشيرا إلى أن الجهات الصحية الصينية بدأت تطبيق الحجر الصحي لمدة 28 يوما على المتعافين من الفيروس قبل السماح لهم بالعودة إلى منازلهم.

هل عودة الفيروس معدية؟

أعلنت لجنة الصحة في تيانجين شمالي الصين نهاية فبراير/شباط الماضي أن طفلا (6 سنوات) نقل العدوى إلى والدته بعد ظهور نتيجة سلبية لفحص كاشف الحمض النووي وخروجه من المستشفى، في حين قال مركز مقاطعة غوانغتشو لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن 13 مريضا عاد إليهم الفيروس اختلطوا مع نحو 100 شخص ولم تنتقل العدوى إلى أحد.

ويقول اختصاصي الوبائيات الطبيب عبد السلام الخياط إن إمكانية حدوث خطأ في نتيجة الطفل واردة، “وإن جسمه لم يكن نظيفا بالكامل من الفيروس الذي عاود نشاطه من جديد وتمكن من الانتقال لأشخاص آخرين”.

وأضاف الخياط للجزيرة نت أن وجود عدد قليل من الفيروسات ومحاربتها من قبل الأجسام المضادة التي ينتجها جسم المريض يحولان دون تمكن الفيروس من عدوى أشخاص آخرين.

لكنه أشار إلى أن المعرفة الضئيلة بشأن سلوك الفيروس وقدرته على التطور تفتح المجالات أمام فرضيات غير متوقعة.

الصين في مواجهة العدوى العكسية

قال المتحدث باسم لجنة الصحة الصينية مي فنغ خلال مؤتمر صحفي أول أمس الأحد إن احتمالية تفشي فيروس كورونا الجديد في البر الرئيسي الصيني مرة أخرى ما زالت كبيرة نسبيا.

بينما قال رئيس فريق الخبراء الصيني لمكافحة انتشار الوباء تشونغ نانشان في مقابلة تلفزيونية “إن الوباء لا يمكن أن يتفشى مرة أخرى في الصين في ظل إبقاء الإجراءات الوقائية عند هذا المستوى القوي، ولكن هذه الفرضية تعتمد على الاستمرار في الوقاية والسيطرة الفعالة والبقاء في حالة يقظة”.

وتوقع تشونغ أن يتحقق النجاح الأولي في احتواء الوباء على الصعيد العالمي في أبريل/نيسان المقبل إذا نفذت إجراءات صارمة في جميع أنحاء العالم.

المصدر _ الجزيرة

كُتب بواسطة raed_admin

75 مليون للبلديات في مواجهة كورونا … وشكاوى من قلة المبلغ ومطالبات بصرفها

مكافحة الامراض يعلن ارتفاع عدد الحالات المصابة بكورونا إلى 10 حالات