in

هل حدث جمود في الحوار السياسي عقب استقالة سلامة؟

بعد إعلان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة استقالته من مهامه في ليبيا، شَهِد الملف الليبي ركودًا في الحوار السياسي، خاصة عقب فشل سلامة في جمع الأطراف الفاعلة في جنيف، في المقابل شهدت المحاور اشتباكات متقطعة ومحاولات متكررة من ميليشيات حفتر للتقدم قُوبلت بردّ شديد من قوات الجيش، كما زادت حدة استهداف المناطق السكنية بقذائف عشوائية، وهو ما أسفر عن تجدد نزوح السكان وتدمير ممتلكاتهم.

جمود سياسي يقول المحلل السياسي فرج دردور، إن الجمود الحاصل الآن ليس بجديد بل هو السائد منذ انقلاب حفتر الفاشل عام 2014 وسلبه إرادة بعض النواب المتبقين في طبرق. وأكد دردور، في تصريح للرائد، أن هؤلاء النواب أصبح شغلهم الشاغل عرقلة أي حل سياسي ينهي الأزمة، وذلك لإعطاء الوقت لمشروع عسكرة الدولة، ولذلك فإن السياسة متوقفة في المنطقة الشرقية، وعندما أراد حفتر عودة النواب الذين يمثلونه في جنيف لم يطلب منهم بنفسه بل أصدر زوج ابنته إليهم الأمر بالعودة.

ونبّه دردور إلى أن الحوار السياسي لا يمكن أن يتحقق إلا اذا سبقه وقف للحرب، وفشل الهدنة يعني أن معركة الحسم قائمة دون أي شك.

جمود متوقع

من جانبه، قال المحلل السياسي عبد الله الكبير، إن الجمود السياسي متوقع؛ لعدم تحقق أي تقدم في المسار العسكري يثبّت الهدنة ويرسم خطوط التماس.

وأضاف الكبير، في تصريح للرائد، أن الحوار السياسي لا يمكن أن يلتئم من جديد إلا بضغط دولي على كل الأطراف مع التلويح بالعقوبات في حال خرق الهدنة ومواصلة الاعتداء على المدنيين.

وأشار الكبير إلى أن التحركات المريبة لمليشيات حفتر في الجبهة تشي باستعدادها لاستئناف القتال ومحاولة التقدم نحو مواقع جديدة في طرابلس.

لا جمود وسلامة كان يتخبط

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي محمد غميم، إن استقالة سلامة لم تتسبب في توقف المسارات، فالحوارات ما زالت مستمرة حسب التواريخ المحددة، ولا يوجد جمود سياسي، فما توقف عقب استقالة غسان سلامة هي بيانات الشعور بالقلق والإدانة التي تأتي بعد استهداف المدنيين ومطار معيتيقة عادة، وتبقى الحال في في الجبهات على ما هي عليه.

وأوضح غميم، في تصريح للرائد، أن استقالة سلامة كانت مفاجئة ودون سابق إنذار، فقد كان سلامة يمني أن تسير الأمور بإيجابية وسلاسة لكنه اصطدم بإخفاقاته وأصبح مرتبكا ولم يأتِ بشيء ملموس على الأرض، فحتى دعوته إلى الحوار السياسي بجنيف رفضها مجلسا الدولة والنواب بطرابلس وبنغازي.

وأضاف غميم أنه ينتظر 28 من مارس وهو الموعد المحدد لاستئناف جلسات الحوار، والحوار العسكري ستكون له انطلاقة هذا الشهر، كما سيكون هناك اسئناف للحوار الاقتصادي عقب الحوار السياسي.

وأقرّ غميم بوجود انسداد سياسي في ليبيا، لكنه أكد أن البعثة لم يكن لها بصمة لتتغير باستقالة سلامة أو بقائه، وأن الأمور تسير كما كانت عليه، على أمل أن تكون “ستيفاني” خير سلف لسلامة.

وفي انتظار تعيين خليفة لسلامة واستئناف جولات الحوار ـ يبقى قرابة ربع مليون نازح خارج منازلهم يعانون ويلات الحرب وغلاء المعيشة جراء إغلاق حفتر للنفط.

كُتب بواسطة إبراهيم العربي

رغم إعلان وقف إطلاق النار…أعداد النازحين مستمرة في الازدياد

في ظل سيطرة الميليشيات القبلية على المدينة … ارتفاع وتيرة الانتهاكات في بنغازي