انتهاء الجولة الأولى للجنة 5+5 دون اتفاق واضح، و55 ألف عائلة نازحة تترقب العودة لديارها بعد ثلاثة أسابيع على قمة برلين، انتهت أمس السبت في مدينة جنيف السويسرية أولى جولات اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بـ 5+5 دون اتفاق واضح بين الطرفين.
وأعلنت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، أن الطرفين لم يتفقا على عودة الحياة إلى طبيعتها في مناطق الاشتباكات رغم اتفاقهما على ضرورة الإسراع بعودة النازحين إلى منازلهم مع اقتراح عقد جولة ثانية في 18 من الشهر الحالي.
وجاء في بيان البعثة، أن الطرفين دعما عملية جارية حاليا لتبادل الأسرى وإعادة الجثامين، وتوافقا على أهمية استمرار الهدنة وضرورة احترامها وتجنب خرقها.
المماطلة سيدة الموقف
المحلل السياسي عبد المجيد العويتي قال، إن المماطلة سيدة الموقف، فحفتر بحاجة ماسة إلى الوقت لزيادة حشد قواته، وإضاعة “الوقت السياسي” الذي يعلم تماما أنه ملعب لا يجيد المراوغة فيه.
وأضاف العويتي، في تصريح للرائد، أن لجنة 5+5 عقدت أول اجتماع لها، وكان الفريق الممثل لحفتر يضع خرائط مستحيلة القبول لانتشار قواته، ومنها استمرار السيطرة على معسكرات كبيرة هي في خاصرة قوات الجيش الليبي، وهم يعلمون تمام العلم الرد المقابل والمتوقع من فريق حكومة الوفاق وهو الرفض المطلق.
وأكد العويتي استمرار المماطلة واللعب “بالوقت السياسي” حتى في الاجتماعات المقبلة طالما أن غياب الإدارة الدولية الحقيقية لتثبيت وقف إطلاق النار مستمر، فالضغط الدولي هو الوحيد الكفيل بتمرير مخرجات موسكو وبرلين، وعداه فإن حفتر لم ولن يقبل في المدى القريب بوقف شامل لإطلاق النار ما لم يتحصل على حد مرتفع من شروطه التي لن يقبلها الطرف الثاني مما يعني استمرار الوضع كما هو عليه، وهو ما ينذر بعودة العمليات العسكرية في كافة المحاور بصورة أشد وأشرس.
تغطية الفشل
ومن جانبه، يرى المحلل والكاتب السياسي علي أبوزيد، أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة يريد أن يغطي فشله بنبرة متفائلة وادعاء تحقيق توافق غير موجود في الواقع.
وأضاف أبوزيد، في تصريح للرائد، أن المجتمع الدولي الذي تعهّد في برلين بممارسة ضغوط على طرفي النزاع لتحقيق مخرجاته لم يوفِ بالتزاماته، ويبدو أنه غير معني بما يحدث في جنيف.
كسب الوقت
أما المحلل السياسي محمد فؤاد فيقول، إنه لم تحدث أي مفاوضات مباشرة في جنيف ولم يحصل أي اتفاق، فقد أصر وفد حكومة الوفاق على الانسحاب أولا كشرط أساسي لبدء التفاوض.
وأضاف فؤاد، في تصريح للرائد، أن غسان سلامة حاول الحصول على بعض التنازلات، ولكنه لم يتمكن للأسف الشديد، مشيرا إلى أن كل تصريحات غسان سلامة بعيدة عن الواقع، وهو يعلم جيدا أنه لم توجد هناك أي مفاوضات حقيقية ولا نتائج حقيقية، وكل ما يقوله إنما هو محاولة لكسب الوقت، وفق قوله.
ويرى فؤاد أن هدف سلامة ليس جنيف بل القاهرة التي تبدأ فيها اليوم أو غدا مفاوضات المسار الاقتصادي التي ستحاول فيها الأمم المتحدة متمثلة في سلامة سحب صلاحيات حكومة الوفاق وسحب المؤسسات السيادية من طرابلس، وفق تعبيره.
وفي انتظار الجولة الثانية من المحادثات تبقى نحو 55 ألف عائلة نازحة خارج بيوتها في ظل ظروف معيشية صعبة، ولا أمل قريبا في عودتهم لديارهم.