يُطالب مدير مزرعة السويحلي بمصراتة “فتح الله عبدالعالي” حكومة الوفاق الوطني الاهتمام بزراعة الزيتون بتوفير الإمكانيات، وإنشاء شبكات ري للمزرعة التي يربو عمرها عن 8 عقود.
وأشار “عبد العالي” إلى اقتراحهم على الوزارة ميزانية بقيمة تقترب من مليوني دينار؛ لتوفير كامل احتياجات المزرعة، مؤكداً أن وجود ليبيا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط يضفي على إنتاجها من زيت الزيتون مكانة.
بمكتبه في المزرعة التي حملت مسميات عدة، التقت شبكة الرائد الإعلامية الرجل الذي قضى 33 عاماً من عمره بالمزرعة، 13 عاماً منها مديراً لها، وتحدث عن تفاصيل كثيرة في حوار هذا نصه:
بداية نريد تعريفا بتاريخ “مزرعة السويحلي”، والمساحة التي تتربع عليها، وعدد أشجار الزيتون بها، وهل تنتج الزيتون فقط أم ثمة محاصيل زراعية أخرى؟
من أسس المزرعة هم الطليان في العام 1938م، أما الزيتون الذي زرع بها زرعه أجدادنا من الفلاحين الليبيين تحت إشراف الاحتلال الإيطالي في تلك الفترة، الذي كان يعتبر الأرض من أملاكه، ولم يكن من منافس لهم.
وتدخل المزرعة في النطاق الجغرافي لأربعة مناطق بمصراتة هي الدافنية، الزاوية، الغيران، سيدي امبارك، وتتربع على مساحة 2190 هكتار، بها 33500 شجرة زيتـون من مختلف الأصناف، هي 27000 شجرة زيتون منتجة، إضافةً إلى 3000 شجرة زيتون دخلت في طور الإنتاج، و3500 شجرة زيتون في طور النمو.
طبعاً تنتج المزرعة إلى جانب الزيتون المحاصيل الموسمية مثل البرسيم، الشوفان، وهي كميات لا تساوي كميات الزيتون في المزرعة، ولكن تدعمها.
ماذا عن الطاقة الإنتاجية السنوية للمزرعة، وهل إنتاجها من الزيت أو الزيتون يخضع لاختبارات؟
تختلف الطاقة الإنتاجية من موسم إلى آخر، نحن لدينا ضعف في إنتاج الزيت؛ بسبب تدني سقوط الأمطار على منطقة مصراتة بالكامل، وليس المزرعة فقط، يفترض ألا تقل نسبة سقوط الأمطار خلال الموسم عن 350 ملم – 400 ملم خلال الموسم الكامل من بداية الخريف حتى الربيع، نحن من حوالي 20 – 25 سنة لم تصل نسبة سقوط الأمطار إلى 150 ملم خلال الموسم، أثر ذلك سلباً على أشجار الزيتون، وأثر على الإنتاج وفاقم من نسبة الأمراض في الأشجار، إذ أن هناك بعض الأشجار أصابها الجفاف للأسف.
وبالحديث عن إنتاج المزرعة، مثلاً خلال العام الماضي لم يكن لدينا إنتاج، والعام الذي قبله كان إنتاجنا جيّد وصل إلى 250 طنا، أما العام الجاري فلم يتم جني المزرعة بالكامل، وليس بالإمكان حصره إلا في نهاية الموسم.
إنتاجنا من الزيتون أو زيت الزيتون يخضع لاختبارات جودة بالفعل، تتم بالمختبر التابع لمركز الرقابة على الأغذية والأدوية، وفي السنوات الماضية تحصلنا على المرتبة الأولى في جودة زيت الزيتون، حيث لم تتخطى نسبة الحموضة بإنتاجنا من الزيت 1%.
أشرت إلى أن تدني نسبة سقوط مياه الأمطار أثر سلباً على إنتاج المزرعة من الزيتون، ذلك يقودنا للسؤال عن طرق ري أشجار الزيتون بالمزرعة؟
نحن نعتمد على مياه الأمطار بنسبة 90%، ونحن في الوقت الحالي في طور التطوير، نقوم بحفر آبار ومد خطوط أرضية، وستشهد السنوات المقبلة تحسناً، بالنسبة للمياه الجوفية متوفرة لدينا، المزرعة تحتاج لإمكانيات وتطوير وإنشاء شبكات ري لأشجار الزيتون، وإن توفر ذلك أؤكد لك أن المزرعة لن تغطي ليبيا فقط، بل بإمكانها التصدير للخارج، أما المزرعة بوضعها الحالي فقط ليس بمقدورها إلا تغطية السوق المحلي.
كل ما يكون هناك حديث عن مزارع الزيتون في ليبيا تذكر مدن ومناطق أخرى، ولا يتم ذكر “مزرعة السويحلي” ولا الإشارة لمصراتة مع أنها تحتضن واحدة من أكبر مزارع الزيتون في ليبيا، فما السبب برأيك؟
لا أعرف الأسباب بالتحديد، ولكن ما أؤكده أن مزرعة السويحلي تعد أكبر مزرعة زيتون في ليبيا تتبع الدولة تم استرجاعها من الطليان، بغض النظر عن المشاريع التي أسستها الدولة مثل مشروع اللود الزراعي وغيره، جهاز النهر أيضاً لديهم مزارع زيتون وتضم أعدادا كبيرة من أشجار الزيتون أيضاً.
وضعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) ليبيا في المرتبة 11 عالمياً على مستوى إنتاج الزيتون، أليس في هذا التصنيف ظلم وغجحاف؟
زيتنا من أجود الزيوت وهذه ليست محل شك، وبرأيي نحن لسنا جديرين بهذه المرتبة؛ لأننا لا نزال في مرحلة متأخرة من حيث الإنتاج.
هل تُجرى أي أبحاث زراعية بالمزرعة، وماذا عن التعاون مع محطة مصراتة للبحوث الزراعية التي تأخذ جزءاً من المزرعة مقراً لها؟
هناك أبحاث تقوم بها محطة مصراتة للبحوث الزراعية، ونظمنا أياما حقلية لإرشاد المواطن عن كيفية التعامل مع شجرة الزيتون، كما أننا ننظم ندوات وملتقيات علمية عن شجرة الزيتون.
شاركتم في معرض السلام للتمور والزيوت الذي عقد بمصراتة مؤخراً، لماذا مشاركتكم، هل لإبراز دور المزرعة وتاريخها أم للمشاركة بمنتجاتها أم ماذا؟
شاركنا في العام الجاري والعام الماضي؛ لتعريف الأجيال الجديدة بالمزرعة، وإنتاجها، كثيرون لا يعرفون المزرعة، ولا يمتلكون أي معلومات عنها.
هل تتوفر أي فرص استثمار بالمزرعة، وماذا عن اهتمامكم بذلك؟
هناك عدة مقترحات لإقامة عدة مشاريع للاستثمار في المزرعة لسنوات، بحيث يستفيد المستثمر والمزرعة من ذلك، وبما ينعكس إيجاباً عليها في شبكات الري وغيرها، كما أن هناك مقترحا لتربية الأغنام وحماية السلالات الوطنية، وهناك فكرة إنشاء حدائق وصوبات، وقد أطلعنا الوزارة على ذلك.
تتبعون وزارة الزراعة، فماذا عن احتياجاتكم الآن، وهل تقدم لكم الوزارة احتياجاتكم تلك؟
نحتاج اليوم إلى كل شيء، قطع الغيار للآلات والمعصرة، ونحتاج إلى الجرارات والأسمدة أيضاً، فكل ذلك لا يتوفر لدينا، ونحن في انتظار الموافقة على اعتماد الميزانية للرفع من نشاط المزرعة، نحن طالبنا بـ 1.7 مليون، لا أعتقد أنه سيتم الموافقة عليها، وصرف هذه الميزانية لنا سيساعدنا في توفير كافة احتياجات المزرعة من أبسط الأشياء وصولاً إلى الجرار.
تعتمدون في جني ثمار الزيتون بالمزرعة على العمالة العارضة، لماذا لا يتم الجني بآلات متقدمة أو تمنحون العائلات الليبية فرصة الجني؟
الآن فقط بدأ ظهور الميكنة الزراعية وتحديثها وتطويرها، هناك مواطن ليبي يقوم بجني ثمار الزيتون في مزرعته بالماكينة، وسينتقل لنا هنا بالمزرعة، لكن حتى وجود الميكنة التي ثمنها مرتفع لن يحل محل العمالة العارضة.
وخلال السنوات الماضية كانت العائلات الليبية تحضر للمزرعة من تلقاء نفسها، أما مؤخراً فلم تعد لديهم الرغبة ولم يحضر أحد، ربما لأنهم غرسوا الزيتون ولم يعودوا بحاجة إلى مزرعة السويحلي برأيك هل شهدت زراعة الزيتون في ليبيا أي تطور يذكر، وهل شهد زيت الزيتون الليبي تحسنا في نوعياته؛ ليضاهي ما تنتجه تونس والمغرب، وبما يؤدي لرفع تصنيف ليبيا عالمياً؟
هناك تطور ملحوظ، خاصة في القطاع الخاص، أما زيت الزيتون الليبي فهو يعتبر من أجودها في العالم إذا تم جنيه وتخزينه بالطريقة الصحيحة، يجب أن تعرف أن وقوع ليبيا في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط يضفي على إنتاجها من زيت الزيتون مكانة، وللأمانة زيت الزيتون الليبي ينافس الزيت التونسي والجزائري والمغربي وغيرها من الزيوت.
كيف ترى اهتمام الدولة بإبراز منتجات الزيت أو الزيتون في الخارج، وهل أنت مع تصديرهما أم أن ما تنتجه ليبيا لا يغطي أكثر من الاكتفاء الذاتي؟
الدولة منذ سنوات أوقفت تصدير زيت الزيتون للخارج، لعدة اعتبارات، بينها أننا لا نملك فائضا منه، ونحن مكتفون ذاتياً من إنتاجنا من زيت الزيتون وهذا أراه في حد ذاته نجاحا، ولكن مع هذا لو توفرت لدينا الإمكانيات سنكون قادرين على التصدير للخارج، وهو أفضل لنا؛ لأن مردود ما سيتم تصديره سيكون بالعملة الصعبة التي سنستفيد منها في توفير آلات وقطع غيار.
ما الذي ينقص زارعو الزيتون في ليبيا اليوم، وهل تملك إحصائيات عن عدد أشجار الزيتون في ليبيا؟
ماينقص زراعو الزيتون هو الإمكانيات والتقنية، وحسب ما يتوفر لديّ من معلومات بلادنا بها قرابة 4.5 مليون شجرة زيتون.