في تطور جديد للموقف الأمريكي تجاه العدوان على طرابلس التقي وفد من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة بخليفة حفتر؛ للضغط عليه لوقف هجومه على العاصمة، والحد من تدخل الروس في ليبيا، ودعمهم لحفتر في الأعمال القتالية.
وزارة الخارجية الأمريكية أكدت في بيان لها أن المسؤولين الأمريكان عبروا لحفتر عن قلقهم البالغ إزاء استغلال روسيا للصراع القائم في ليبيا على حساب الشعب الليبي كما تطرق اللقاء لبحث التسوية السياسية في البلاد.
هذا اللقاء يأتي بعد أسبوعين من خطاب بيان للخارجية الأمريكية طالبت فيه حفتر بإنهاء هجومه على طرابلس، وتعزيز سلطة حكومة الوفاق الشرعية في إشارة لعودة الدبلوماسية الامريكية بقوة على الساحة الليبية.
خطوة متقدمة
واعتبر الكاتب والصحفي عبدالله الكبير أن هذا اللقاء يعد خطوة أمريكية” متقدمة” لوقف التدخل الروسي بسد ذرائع التدخل، وهي الصراع المسلح وتدخل أطراف عدة بما قد يؤثر على مصالح بعض الدول.
وقال الكبير في تصريح للرائد أن أمريكا يبدو أنها حسمت موقفها وتعمل بجدية لوقف الحرب عبر مسار آخر غير مسار مؤتمر برلين، متسائلا عن المقابل الذي سيمنحه الأمريكان لحفتر مقابل الاستجابة لطلبهم الواضح والمحدد، وهو وقف الحرب وإبعاد الروس عن ليبيا.
إحياء العملية السياسية
ورأى الكاتب علي أبوزيد أن الاهتمام الأمريكي بالملف الليبي أصبح أكثر جدية وفاعلية، معتبرا أن الدافع وراءه هو الوجود الروسي الداعم لحفتر، والذي ينذر بتزايد النفوذ الروسي في الشمال الأفريقي وجنوب المتوسط مما يهدد بشكل مباشر المصالح الأمريكية والأوروبية.
وأوضح أبوزيد في تصريح للرائد أن الأمريكيين يريدون تقليص النفوذ الروسي وإضعافه من خلال إحياء العملية السياسية بإنهاء الحرب الدائرة جنوب طرابلس، وهو ما يستدعي انسحاب حفتر إلى مواقعه السابقة، مما قد يجعلنا نرى ضغطاً أكبر عليه وعلى داعميه في الأيام القادمة.
تقويض التدخل الروسي
المحلل العسكري عادل عبدالكافي رأى أن التحرك الأمريكي الأخير على خلفية التدخل الروسى من خلال مرتزقة “فاغنر”، وإسقاط طائرة “الأفريكوم” هدفه تحذير حفتر من عدم تماديه بجلب المرتزقة الروس إلى الأراضي الليبية.
وأضاف عبد
الكافي في تصريح للرائد أن أمريكا ترى أن” ليبيا منطقة لنفوذها ومصالحها
” ولو أرادو إيقاف هجوم من أول يوم لأوقفوه، ولكن لعبة التوقيتات الدولية
تقوم بدورها بليبيا، مشيرا إلى أن حفتر هو مواطن أمريكي كان تحت ظل المخابرات
الأمريكية مدة 25 عاما، وفق قوله
.
خطوة جيدة
ومن جهته اعتقد عضو معهد السياسات الخارجية في جامعة جون هوبكنز حافظ الغويل في تصريح للرائد الأمريكية أنها خطوة جيدة، ولكنها تظهر ضعف حكومة الوفاق؛ لأنها لم تتخذ خطوات في أن تعترض حتى لقاءات أمريكية مع شخص لا يمثل أي أحد في ليبيا، بل يمثل دولة الإمارات كعارف النايض.
فهل دخول واشنطن على الخط سيحد من نفوذ الدول الداعمة لحفتر، خاصة قبيل اجتماع برلين المرتقب، الذي قد تشكل الرؤية الأمريكية في ليبيا الصورة الرئيسة لمحتواه