في ثاني ظهور له في أقل من شهر، برّر حفتر انكساره العسكري جنوب طرابلس بخوفه على أرواح المدنيين، وزعم أن قواته حريصة عليهم وعلى ممتلكاتهم.
ولكن دائما ما كان واقع الصورة مفنّدًا لحفتر وتصريحاته، فعناصره وطائراته كثفت في الآونة الأخيرة من استهداف المدنيين والمرافق المدنية، فلم يسلم حتى مَن وعدهم بقوله “من دخل بيته فهو آمن”، وبدا وكأنه لا يدرك واقع الميدان الذي لقنت فيه قوات الجيش عناصرَه دروسا في التكتيك والتحركات العسكرية.
أبوسليم لم تسلم
عند بدء حفتر عدوانه على العاصمة طرابلس، قتل في أبريل 9 مدنيين وأصيب 17 آخرون نتيجة قصف عناصره منطقة حي الانتصار في منطقة أبوسليم.
وجددت عناصر حفتر قصفها على الأحياء السكنية لتتساقط صورايخ “غراد” العشوائية على عمارات حي الزهور ببوسليم مما أدى إلى إصابة 3 مدنيين.
وتأكيدا لتورط هذه العناصر في هذه الجريمة، أعلنت منظمة العفو الدولية أن معلومات واردة إليها تفيد بأن عناصر حفتر هي من قصفت منطقة أبوسليم في أبريل المنصرم.
مجزرة الفرناج
حفتر الذي تحدث عن حرصه على سلامة المدنيين، تناسى مقتل 3 فتيات صغيرات وإصابة أمهن وبتر ساق شقيقتهن في 14 من أكتوبر الماضي؛ نتيجة قصف طيرانه منزلا تقطنه أسرة نازحة في منطقة الفرناج.
هذا القصف تبناه حفتر على لسان ناطقه أحمد المسماري الذي ادّعى أن طائراتهم قصفت غرفة عمليات لقوات الجيش في منطقة الفرناج، لكن منزل العائلة المهدَّم يوضح حقيقة ذلك.
طفلان في صلاح الدين
ولم تكد تمرّ 10 أيام على قصف الفرناج حتى استهدفت عناصر حفتر المتمركزة جنوب العاصمة عمارات صلاح الدين بقذائف الهاون العشوائية فقتلت شقيقتين وأصابت شقيقهما إصابة خطرة نُقل على إثرها إلى تونس لتلقي العلاج.
قصف صلاح الدين تسبب أيضا في تضرر الشقق وسيارات المدنيين من سكان المنطقة، في قصف لم يكن الأول من نوعه على هذه المنطقة.
5 مدنيين في الطويشة
وفي السياق نفسه، أعلن الناطق باسم جهاز الإسعاف والطواري أسامة علي، مقتل 5 مدنيين، بينهم طفل وامرأة، جراء استهداف عناصر حفتر سيارات مدنية أثناء خروجها من المنطقة.
ولم يتمكن الجهاز من الدخول إلى المنطقة وانتشال الجثث وإسعاف الجرحى؛ بسبب تعنت عناصر حفتر ومنعها للمدنيين من الخروج من المنطقة، وفق جهاز الإسعاف.
مصحة النخبة
وفي اليوم الذي صرح فيه حفتر بحرصه على المدنيين، استهدفت طائراته مصحة النخبة في منطقة صلاح الدين، مما أدى إلى مقتل الطفل محمد النقاصة.
وأشاع القصف الفوضى بين المواطنين والمرضى بالمصحة وأصابهم بالهلع، كما تضررت السيارات ومرافق المصحة البعيدة كل البعد عن مناطق الاشتباك.
واستكمالا لجرائم حفتر وعناصره التي لا تنتهي، فقد استهدفت طائراته عديد المرات منازل المواطنين في منطقتي عين زارة وتاجوراء التي كان آخرها قصف مزرعة عائلة المشري، أمس الاثنين، دون وقوع إصابات بشرية.