بالرغم من محاولة حفتر تبرير عدوانه على العاصمة طرابلس مطلع أبريل المنصرم الذي أراد توصيل رسالة بأنه على اتصال مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية التي توافقه الرأي في عدوانه.
إلا أن مستشار البيت الأبيض أوضح بأنهم داعمين للحل السياسي بليبيا، رافضين للعدوان العسكري الذي قام به حفتر على العاصمة، باحثين في كل زيارات مسؤوليهم مع حكومة الوفاق كيفية رد العدوان، متطلعين لرؤية مستقبلية آمنة في ليبيا.
رفض الولايات المتحدة للحل العسكري استجد في عدة لقاءات ومشاورات لسفيرها ومسؤولين أمريكان مع حكومة الوفاق وشركاء دوليين في محاولة منها للتدخل أكثر في الشأن الليبي بهدف إنهاء الصراع والدخول في عملية سياسية.
رفض التدخل الخارجي
سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا “ريتشارد نورلاند” أكد أنّ بلاده ترفض تصاعد وتورّط جهات حكومية خارجية ومرتزقة في الصراع بدعم الحرب في ليبيا.
وأضاف “نورلاند” خلال لقائه برئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في لندن، أن الصراع المستمرّ في ليبيا يقوض الحرب الأمريكية-الليبية المشتركة ضدّ الإرهاب، ويضرّ باحتمالات تعافي النمو الاقتصادي، مجددا دعم الولايات المتحدة لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها.
وأبدى “نورلاند” استعداد بلاده لتقديم دعمها الكامل للعملية السياسية في ليبيا، مشددا على التزام الولايات المتحدة بالعمل مع الشركاء الليبيين والدوليين بتوجيه من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة؛ لكسر هذه الحلقة المدمرة المتمثلة في الهجوم والهجوم المضاد بتمكين أجنبي، والتي أودت بحياة الكثير من الليبيين الأبرياء.
ضرورة إنهاء القتال
وفي وقت سابق أوضح القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الامريكية لدى ليبيا “جوشوا هاريس”، موقفهم راسخ في مواجهة الرفض للعدوان الذي تتعرض له العاصمة.
وأكد “هاريس” خلال يوليو المنصرم أن الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على إنهاء القتال فورا، وأن يعود الليبيون إلى المسار السياسي.
دعم الحل السياسي
ودعت السفارة الأمريكية خلال زيارتها إلى بنينا القادة السياسيين والاقتصاديين والأمنيين الليبيين إلى إنهاء الأعمال العدائية الحالية، ودعم حل سياسي للصراع، وخلق شروط وجود علاقة أقوى بين الولايات المتحدة وليبيا.
وبينت السفارة في بيان لها في أكتوبر المنصرم أنها لن تدخر أية جهود للعثور على مرتكبي الهجمات ضدّ الموظفين الأمريكيين في بنغازي وتقديمهم إلى العدالة، ضمن الشراكة الأمريكية الليبية؛ لدحر الإرهاب الذي أعلنته مع حكومة الوفاق.
وفي متصف أكتوبر المنصرم أعرب السفير “نورلاند” عن استياء السفارة الأمريكية الشديد جراء التقارير التي تفيد بأن ثلاث شقيقات صغيرات قُتلن في قصف جوي في طرابلس على أيدي قوات فرضت “حصارًا على العاصمة”.
وأعلن نورلاند في بيان وفق صفحة السفارة الامريكية أن هذه الوفيات المأساوية التي لا مبرر لها توحدنا جميعًا في الدعوة إلى وضع حد فوري للقتال وبدء عملية سياسية تؤدي إلى سلام دائم في ليبيا.
الوفاق شريك في مكافحة الارهاب
وزارة الخارجية الأمريكية بدورها وصفت حكومة الوفاق بأنها الشريك الوثيق للولايات المتحدة في جهود مكافحة الإرهاب، بمشاركتها في التحالف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة.
وأكدت الخارجية، في تقرير لها الجمعة، أن الوفاق تواصل دعمها وسعيها للتعاون الدولي لمكافحة تنظيم الدولة، وأجرت مشاورات لتطوير استراتيجية مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن ليبيا تفتقر إلى قانون شامل لمكافحة الإرهاب، رغم أن قانون العقوبات الليبي يجرم المظاهر التي تهدد الأمن القومي، وتشجع الأعمال الإرهابية وتجرم الأموال الداعمة لهذه الأعمال.
وأضافت الخارجية أن حكومة الوفاق تفتقد لاستراتيجية شاملة لإدارة الحدود، ولم تتمكن بعد من تأمين آلاف الأميال من الحدود البرية والبحرية للبلاد، مما أتاح التدفق غير القانوني للوقود والسلع والأسلحة والآثار والمخدرات والمهاجرين.
نحرص على وجود بيئة آمنة
وفي الشأن العسكري صرح قائد القوات الأمريكية في إفريقيا “الأفريكوم” الجنرال ستيفن تاونسند خلال لقائه برئيس المجلس الرئاسي فائز السراج في تونس أن بلاده ترغب في تحقيق بيئة آمنة في ليبيا، وتسعى في معالجة التهديد القائم للتنظيمات المتطرفة.
وشدد “تاونسند” على الحاجة الملحة لحل النزاع الحالي من خلال المفاوضات السياسية
وأن الولايات المتحدة تدعم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، وضرورة تعزيز الاستقرار والازدهار المشترك في ليبيا.
وفي ظل التطورات الأمريكية في الشأن الليبي وتأكيد دعمها للحوار السياسي يظل حفتر يستعين بالمرتزقة والطائرات المسيرة محاولا أن يحدث خرقا عسكريا في إحدى المحاور إلا أن قوات الجيش دائما ما كانت له بالمرصاد.