رغم كل أوجاع المآسي الليبية النازفة في القلب، ورغم كل الخلافات الليبية الدامية في الوطن، لم أشعر كاليوم بالخزي الإنساني والمهانة الوطنية.
عندما رأيت عسكريا ليبيا بزيه العسكري يعقد مؤتمراً صحافياً في عاصمة دولة أخرى حول حرب ليبية ـ ليبية تجري في أرض ليبية، وتسفك فيها دماء زكية ليبية فقط من الطرفين. (لو كان مؤتمرا صحفيا مشتركا لشأن مشترك لكان مُفسَّرًا)
هذا لم يحدث من قبل، لا في النظام الملكي، ولا في نظام سبتمبر، ولا بعد فبراير.
نعم، حدثت وتحدث تدخلات واستعانات بالخارج، وهي مؤلمة كثيراً وجداً.
غير أن يصل الإذلال والهوان لهذه الدرجة فهي فاجعة، ودنيئة لا يرتضيها على نفسه كل وطني حر، مدني أو عسكري، فبرايري أو سبتمبري تنبض في قلبه كرامة.
هل وصلت بنا كراهية بعضنا لهذه الدرجة، أم وصل بنا الجشع الأحمق لهذه المرتبة؟ إنه الإفراط المفرط.
هناك قواعد وأعراف وبروتوكولات لكيفية تعامل واحترام الدول والشعوب لبعضها، فليس من الأصول والأخلاق السياسية مثلما إصرار على مثلما معاملة، وهناك أساليب سامية لكيفية التعامل المحافظ على الكرامة مع أي كان وفي أي مكان.
فلماذا؟ وماذا بعد؟
أين الحد الذي سنقف عنده؟ لا شئ يبرر، حتى التبرير نفسه.
فلتقف هذه الحرب.. وليتوقف التسابق على استباحة الوطن.
المصدر: الصفحة الرسمية للكاتب إبراهيم قرادة