بعد الفشل العسكري لحفتر وعناصره في اقتحام العاصمة والهزائم المتتالية التي يتلقاها على يد قوات الجيش الليبي تتسارع اللقاءات السياسية للمبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة خلال الأيام الماضية وما يزال، مع أطراف محلية، ولعدد من الدول، خاصة التي لها علاقة بالحرب الدائرة في ضواحي العاصمة طرابلس، في محاولة لطرح مبادرة سياسية جديدة في ليبيا، وفقا لما يراه بعض المراقبون على الساحة السياسية.
مؤخرا زار سلامة أبوظبي، والتقى وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد، وقالت البعثة، إن سلامة عرض خريطة طريق موحدة “للم شمل الليبيين ولمساعدتهم على التوافق والمصالحة” سبقها بلقاء حفتر بالرجمة.
وعقد سلامة في تونس خلال الأيام الماضية، سلسلة لقاءات بسفراء الدول والمنظمات من بينهم القائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جاشوا هاريس، والذي أكد على أهمية العودة إلى المسار السياسي، ومع سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا آلن بوجيا، اتفق فيه على الاستمرار في دعم العملية السياسية، كما التقى السفير البريطاني لدى ليبيا، “مارتن رينولدز”، والسفيرة الفرنسية، في ليبيا “بياتريس دوهيلين”.
داخليا واصل سلامة اجتماعاته برئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، ومع الأطراف الليبية الأخرى، فالتقى عضو مجلس النواب ورئيس لجنة حواره، عبدالسلام نصية، ووزير الخارجية، محمد سيالة، أكد خلالها الممثل الأممي على مواصلة مساعيه مع كافة الأطراف؛ لوقف التصعيد وإحياء العملية السياسية.
سلسلة اللقاءات شملت السفير التركي لدى ليبيا،” سرحات اكسين”سلم خلالها السفير سلامة دعوة لزيارة تركيا، واستمرت جهود سلامة، والتقى في تونس بوفد من المجلس الاجتماعي لمدينة بني وليد قالت البعثة، إن اللقاء بحت سبل وقف العمليات العسكرية في محيط طرابلس.
هذه الاجتماعات المكثفة مع قرب إحاطة سلامة لمجلس الأمن في 29 من الشهر الحالي تشير إلى بلورة طرح سياسي جديد قد يطرجه سلامة للنقاش في مجلس الأمن، إلا أن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج طرح في يويو الماضي، مبادرة تشمل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة على خارطة طريق وقاعدة دستورية مناسبة قبل نهاية 2019 العام الحالي، وعقد ملتقى وطني بإشراف أممي يحضره من يؤمنون بالحل السلمي، لا مكان فيه لدعاة الاستبداد والدكتاتورية، الذين تلطخت أيديهم بدماء الليبيين، وفق نص المبادرة.
فهل نرى مبادرة سياسية جديدة بعد ما أفشل حفتر الملقتى الوطني المزمع عقده في غدامس منتصف أبريل الماضي بعد عداونه على العاصمة؟