بعد الهزائم المتكررة لقوات حفتر المدعومة خارجيا في عدة مواقع ومدن ادعى السيطرة عليها ـ لا يزال إعلامه يوهم مؤيديه بجاهزيته للهجوم على طرابلس، وتحضيره لساعة صفر جديدة بعد رجوعه صفر اليدين في المحاولات السابقة.
ساعة صفر جديدة يروج لها إعلام حفتر بعد ساعات صفر عديدة سبقتها، فكم ساعة لدى إعلام حفتر؟ وكيف لساعة صفر من المفترض أن تكون سرّية في حالات الحرب أن يروج لها هكذا في العلن؟!
خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي لقوات حفتر أعلن أن “ساعة الصفر” اقتربت، وأن الاستعدادات الحالية تتمحور حولها، ولكن تصريحه لوكالة “سبوتنيك” تمحور حول أهمية التحشيد وأن الانتصار لا يكتمل بدون “شباب العاصمة”.
المحجوب الذي يستنجد بالشباب الآمنين في مدينتهم نسي أن هؤلاء الشباب هم من يحارب في ضواحي العاصمة، ويلقن قواته دروسا في التضحية والشجاعة يوميا، كما تناسى أن أهل طرابلس قد عبروا عن موقفهم من العدوان على مدينتهم منذ الأيام الأولى عندما خرجوا في مظاهرات منددة به ورافضة لتدمير مدينتهم.
حفتر منذ إعلانه الهجوم الغادر على طرابلس في 4 من أبريل الماضي الذي أسماه “الفتح المبين” ـ توالت هزائمه على أسوار العاصمة، فحدد بهَوَجٍ ساعة صفر جديدة وشنت قواته هجوما شاملا في 20 من رمضان لكن قوات الجيش الليبي صدته وأفشلته.
وفي مدينة غريان التي دخلها غدرا وأقام فيها غرفة عمليات عسكرية، وحاول الترويج أن سكانها رحبوا به، ولكن سرعان ما جاء ردهم بالانتفاضة عليه وطرد قواته من المدينة في 26 من يونيو الماضي في غضون 6 ساعات فقط.
إعلام حفتر يخرج الآن ويحاول مرة أخرى الترويج لصورة نمطية فاشلة وهي أنهم مرحب بهم وأن هناك شبابا بالعاصمة ينتظرون وصول قواتهم، وأن طائراتهم ستقصف كل الأهداف التي تقف أمام تقدم قواتهم البرية. المجلس الرئاسي من جهته أكد جاهزية قوات الجيش لصد وهزيمة أي عدوان جديد على العاصمة طرابلس من الجهة المعتدية، محمِّلًا البعثة الأممية والمجتمع الدولي المسؤولية تجاه ما تعتزم عناصر حفتر القيام به من تصعيد عسكري واستهداف للمدنيين، داعيا إلى تحرك فعال لوقف هذا العدوان.
وكشف المجلس الأعلى للدولة عن ورود معلومات استخباراتية عن أن فرنسا والإمارات ومصر ترتب للتورط بشكل أكبر مع ميلشيات حفتر؛ للهجوم على العاصمة طرابلس باستخدام طائرات جديدة وأسلحة نوعية حديثة.
وقال الناطق باسم الجيش الليبي محمد قنونو، خلال تصريح صحفي، إن سلاح الجو نفذ 12 طلعة قتالية في آخر 72 ساعة استهدفت تمركزات لمسلحي حفتر في الأصابعة وجنوبي طرابلس وخطوط إمداد في الشويرف.
القصف الجوي المكثف على طرابلس لم يتوقف منذ بدء العدوان المدعوم مصريا وإماراتيا ـ إلا أنه لم يساعد قواته حفتر في التقدم ولو مترا واحدا داخل طرابلس بل على العكس فقوات الجيش الليبي تواصل تقدمها يوميا وتشن العديد من الغارات الجوية التي تستهدف قواتهم في محاور القتال كافة.