بعد الضربات العسكرية التي تلقتها قوات حفتر في الميدان على يد الجيش الليبي الذي أفشل طموحاته وأحلامه في تحقيق النصر والسيطرة على العاصمة، لاحت في الأفق ورقة النفط واستخدام معسكر الكرامة لها للتغطية على هزائمها، ولتذكير المجتمع الدولي بها باعتبار أن أغلب الحقول النفطية واقعة في نطاق سيطرة حفتر.
ففي زيارته إلى باريس كشف حفتر عن نوياه بهجومه على طرابلس قائلا: إن قواتي غير مستفيدة من عائدات النفط، ليتلوه عقيلة صالح بتصريح على قناة مصرية ملوحا فيه بأنهم قد يلجؤون إلى إيقاف النفط إذا لم تسيطر قوات حفتر على طرابلس.
هذه التصريحات رأى فيها بعض المتابعين اعترافا من حفتر وعقيلة، ولو بشكل غير علني، بهزيمتهما العسكرية في طرابلس، واضطرارهما إلى استعمال ورقة النفط للضغط على طاولة الحوار.
الهزيمة وورقة النفط
الكاتب عبدالله الكبير رأى أن تعثر قوات حفتر في العاصمة طرابلس قد يضطره إلى استخدام ورقة النفط، لكن الإقدام عليها سيكون خطوة انتحارية لحفتر، وفق قوله.
وأوضح الكبير للرائد أنه لولا الوضع الدولي الحساس هذه الفترة لتصرف حفتر في النفط فور تعثر قواته على أسوار طرابلس، مشيرا إلى أن ورقة النفط مهمة لحفتر لتغيير نتيجة الحرب لمصلحته، وقد يستخدمها للضغط على المؤسسة الوطنية للنفط، لكن ليس لإيقاف التصدير وإنما لمقاسمة حكومة الوفاق الإيرادات.
التلويح والتشتيت
من جهته، بيّن المهتم بالشأن الليبي علاء فاروق أن حفتر حاول التلويح بورقة النفط كونه يريد تشتيت قوات الجيش الليبي وفتح جبهات أخرى معها لإضعافها بعد إفشالها هجومه على طرابلس.
ورأى فاروق، في حديثه للرائد، أن عقيلة مجرد تابع لحفتر يردد ما يرضيه لأهداف شخصية وقبلية، موضحا أن حفتر يظهر ورقة النفط ويخفيها لملاعبة المجتمع الدولي الذي يعدّ إيقاف التصدير خطا أحمر، وقد كان لواشنطن موقف سابق رافض لتحركات حفتر ولعبه بهذه الورقة.
الأمر ليس بيد عقيلة
أما الكاتب فرج فركاش فقال إننا نعلم أن الامر في الواقع ليس بيد عقيلة صالح، وإن من يحكم برقة حاليا هو حفتر سواء أعترف عقيلة بذلك أم لا، مؤكد أن النفط موضوع صعب التعامل معه بمعزل عن المجتمع الدولي؛ لأنه ليس ملكا لليبيين فقط باعتبار أن هناك شركات دولية لها صلة بالأمر، وفق قوله.
واستبعد فركاش، في تصريح للرائد، أن يوقف ضخ النفط لوجود قرار من مجلس الأمن يمنع أي إيقاف لصادرات النفط أو تعطيلها أو ذهاب عائداتها إلى غير المصرف المركزي المعترف به وتحت الإشراف الحصري للمؤسسة الوطنية وحكومة الوفاق، مستشهدا بالتجربة السابقة لحفتر التي حاول فيها إيقاف النفط لكنه فشل.
ومع هذه الآراء والتحليلات تبقى الأيام القادمة التي قد نشهد فيها اعتراف حفتر بهزيمته على أسوار طرابلس هي الفيصل الذي سيوضح مدى فعالية التهديد بورقة النفط.