بعد أكثر من شهر من عداونه على طرابلس وفشله الذريع عسكريًّا مع كل ما يملكه من ترسانة ودعم غير محدود من دول عدة ـ لجأ إعلام حفتر إلى اختلاق الأكاذيب منذ بداية العدوان لتغطية هزائمه أمام قوات الجيش الليبي على مشارف طرابلس.
إعلام حفتر لم يتوقف عن نشر الأكاذيب والفبركات الإعلامية فمنذ البداية خرج الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري لينفي وقوع أي من قواتهم في الأسر مع وجود كثير من المقاطع المصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة لأفراد من قواته وقعوا في الأسر.
تبع هذه الفبركات ادّعاءات كثيرة بإسقاط طائرات تابعة للجيش الليبي بل وادعاءات بأن قائدي هذه الطائرات من دول أجنبية، فتارة خرج المسماري بصورة لطيار أمريكي اتهمه بقيادة إحدى طائرات الجيش الليبي، ليخرج بعدها الأمريكي “فريدريك شرودر” في مقطع مصور ويكذب تهم المسماري بمشاركته في قيادة أي طائرات حربية حاملًا في يده صحيفة ورقية بتاريخ يومي 13 و14 من أبريل الجاري، مؤكدا وجوده داخل أمريكا.
وتواصل ادعاءات إعلام حفتر بسقوط طائرة أخرى للجيش قرب قاعدة الوطية يقودها طيار من جنسية إكوادورية، في محاولة منه ـ آنذاك ـ للتغطية على رسو سفينة حربية فرنسية في ميناء رأس لانوف النفطي، وهو ما استنكرته المؤسسة الوطنية للنفط حينها.
وفي الوقت الذي يخسر فيه حفتر المعركة على الأرض ومع بدء زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الأوروبية ـ خرج علينا إعلام حفتر مدّعيًا القبض على طيار يحمل الجنسية البرتغالية مع نشر صور لهذا الطيار.
المتحدث باسم الجيش العقيد محمد قنونو نفى هذا الخبر جملة وتفصيلا، مؤكدا أنهم لم يفقدوا أي طائرة، مشيرا إلى أن إعلام حفتر الكاذب يسعى لتمرير هذه الأباطيل للتشويش على الجولة الأوروبية للوفد الرئاسي، وأيضا للتغطية على صدور تقرير سري لخبراء أمميين كشف عن ضلوع الإمارات في دعم حفتر عسكريًّا بطائرات مسيّرة قصفت طرابلس بصواريخ جو أرض.
هذه الأخبار نفتها أيضا وكالة “رويترز” في تصريح نقلته عن وزارة الدفاع البرتغالية التي نفت صلتها بأي جندي مقبوض عليه في ليبيا.
هذه الادعاءات تأتي لغرض التشويش على التقرير الذي نشرته في هذه الأثناء صحيفة “لوموند” الفرنسية الذي كشف عن مشاركة قوات خاصة فرنسية في القتال بجانب قوات حفتر.
الدعم الفرنسي لحفتر ليس خفيا فقد قبضت السلطات التونسية على 17 فردا من المخابرات الفرنسية وهم في طريق خروجهم من ليبيا في بداية عدوان قوات حفتر على طرابلس.
وبجانب التدخل الفرنسي يتضح جليا التدخل الإماراتي الداعم لحفتر، فمن إنشاء قاعدة في الخروبة شرق البلاد إلى تزويده بمدرعات “تايغر” إلى تصريحات المسؤولين الإماراتيين، وآخرها تصريح زير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش التي عدّها وزير الخارجية محمد سيالة، الاثنين، أداة من أدوات الحرب على طرابلس.
ويحاول إعلام حفتر أيضا من خلال هذه الادعاءات التشويش على تقرير لوكالة “فرنس برس” الفرنسية التي فضحت جزءا من دعم الإمارات لحفتر حين نشرت تقريرا يفيد ببدء خبراء أمميّين التحقيق في التدخل العسكري للإمارات بليبيا، بعد أن رُصد استخدام صواريخ في قصف طرابلس من طائرات مسيّرة “صينية الصنع” تملك مثلها “الإمارات”.
وأوضح التقرير أن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات المسيّرة على مناطق جنوب طرابلس يومي 19 و20 أبريل، من نوع صواريخ جو-أرض من طراز “بلو آرو” استنادًا لدراسة شظايا الصواريخ من قبل خبراء أمميّين، بحسب وكالة “فرنس برس”.
وأضاف التقرير أن هذا النوع من الصواريخ لا تمتلكه إلّا 3 دول من بينها الإمارات، وأنّ هذه الصواريخ تطلقها حصرًا طائرات بدون طيار تنتجها شركة “وينغ لونغ” الصينية.
وجاء في التقرير، أنه “من شبه المؤكّد أنّ ليبيا لم تتحصل على الصواريخ مباشرة من الشركة المصنّعة أو من الصين”، منوهًا بأن “الإمارات والسعودية ومصر هي أهم الدول المؤيدة لحفتر في حملته العسكرية على طرابلس”.