لا تزال طرابلس تشهد معارك عنيفة لرد عدوان قوات حفتر التي هاجمت العاصمة في الـ4 من أبريل الماضي؛ بحجة مكافحة الإرهاب، دون توقف رغم الطلبات الدولية المتكررة للوقف الفوري لإطلاق النار وعودة قوات الكرامة من حيث أتت.
في العاصمة لا يسمع صوت إلا أصوات المدافع ولا شئ يعلو على لغة السلاح هكذا أرادها حفتر حين وعد أبناءها بالأمن والأمان في خطاب إعلانه العدوان، ولكن الواقع يعكس صورة الخطاب فلم يسلم حتى من هو في بيته من رشاشات قواته، التي طالت الأحياء السكنية وسط طرابلس ولم ينصت إلى دعوات تجنب المدنيين ويلات الحرب.
البعثة والهدنة
بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا دعت كل الأطراف الليبية لهدنة إنسانية مدتها أسبوع تبدأ فجر أول يوم من شهر رمضان وتكون قابلة للتمديد، وأن تتعهد كل الأطراف خلالها بوقف العمليات العسكرية بمختلف أنواعها.
وطالبت البعثة الأطراف بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الاشتباكات والسماح للمدنيين بالتجوال في هذه المناطق؛ لتوفير احتياجاتهم.
حفتر يرفض الهدنة
دعوة البعثة سرعان ما رفضها حفتر حيث أكد أن “رمضان لم يكن سبباً” لوقف المعارك السابقة، متجاهلا الهدنة التي دعت إليها البعثة الأممية، مؤكدا أن قواته تزيد عزيمتها في القتال خلال شهر رمضان.
وأوضح حفتر في كلمة ألقاها المتحدث باسم قواته أحمد المسماري لقواته في المنطقة الغربية أنه يستقبل شهر رمضان بالجهاد بقوة وثبات، وحين ينسحب من وصفه المسماري بـ”العدو” يجب مطاردته باندفاع، ومتابعته من قبل القوات الجوية والمحافظة على الذخائر عند الاشتباك.
وهذا الرفض لم يكن الأول لحفتر في تجاهل القرارات الدولية والاتفاقيات حيث أعطى الأمر لقواته بالهجوم على طرابلس مطلع أبريل حينما كان الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس يزور العاصمة الليبية للإعداد لمؤتمر للمصالحة الوطنية يومي 15 و16 أبريل بالجلوس والحوار بين جميع الاطراف الليبية.
ومع استمرار حفتر في عدوانه على طرابلس التي لم ينجح في دخولها حتى الآن تستمر معاناة المواطنين في شهر رمضان، حيث بلغ عدد الأسر النازحة 12 ألف أسرة، أي ما يعادل 50ألف نازح سيضطرون للإفطار خارج منازلهم؛ بسبب عنفوان حفتر.