قد لا يكون متاحا المشاركة الشخصية لكل واحد منا بالملتقى وحضور جلساته، ولكن بإمكان الجميع المشاركة فيه بالأفكار والمقترحات وبإنضاج الرؤى والتصورات، ومن حسن حرص بعضنا أن أُتيحت له فرصة الجمع بين المشاركتين معا؛ المشاركة بالحضور في بعض الملتقيات الـ 77، أو في الورش أو المشاركة بإبداء الرأي وتقديم المقترحات، وقد كنت من بين هؤلاء، وتقدمت للبعثة ببعض الأفكار والتصورات.
ليبيا بعد أن شُلت الحياة السياسية فيها بتعطل المجلسين عن الوفاء ببنود الاتفاق السياسي، تحتاج إلى مرحلة تكون فيها وتيرة التشريع سريعة، تصدر خلالها التشريعات والتعديلات اللازمة لتوحيد المؤسسات وإنهاء حالة الفوضى والعبث والتقاضي بين مجالس إدارة المؤسسة الواحدة، ووضع الأسس لقطع دابر الفساد بكل أنواعه، بصرامة وحزم، وتوحيد مؤسستي الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية والاقتصادية بشكل سريع.
في هذا الإطار أطرح من جديد بعض الأفكار التي يتم تداولها بين العديد من الوطنيين الغيورين من أجل إنجاح الفرصة الذهبية للملتقى الجامع، والذي يُرجى بالفعل أن يكون بتمثيل جامع.
يرجى أن تكون مخرجات الملتقى كما يلي:
*ميثاق وطني يتفق فيه الليبيون كيف سيعيشون معا فوق هذه الأرض “أسس التعايش”.
*إعادة تشكيل فريق الحوار ليعالج أي خرق لمخرجات المؤتمر الجامع.
*منح السلطة التنفيذية سلطات تشريعية لتسريع وتيرة التشريع لمعالجة ما أفسده الانقسام السياسي والمؤسساتي.
*منح المجلسين إجازة تشريعية إلى حين تسليم السلطة لأجسام منتخبة.
*إجراء الانتخابات بعد تهيئة الأرضية اللازمة لذلك، أي بعد تحقيق:
– المصالحة الشاملة والعدالة اللازمة
– إصدار العفو العام.
– جمع السلاح ودمج حامليه.
– تحييد المال السياسي.
– تمكين الناس من حقهم السياسي؛ ترشحا واقتراعا.
وقد ذكرت في مقالي السابق “لبلاد وين ماشية؟”:
أنه لا بد أن “نقرر كيف سنعيش معاً فوق هذه الأرض؛ عرباً وأمازيغاً وطوارقاً ويهوداً وتبوا، طالما أننا جميعاً ليبيون. لابد أن نقرر كيف سنعيش معاً شرقاً وغرباً ووسطاً وجنوباً ولا نستبعد أي نظام للحكم المحلي بما في ذلك النظام الفدرالي، كي نحافظ على وحدة البلاد. لابد أن نتفق كيف يتم إدارة الثروات والموارد وتوزيعها بشكل يضمن للجميع حقوقه، وكيف نتصالح مع الماضي والحاضر ونخطط أكثر للمستقبل، وكيف نتجاوزهما لنبني المستقبل”.
لا بد أن يشارك الجميع في تقديم أفكار عن أسس التعايش فوق هذه الأرض وكيف نعالج معا كل المشاكل التي عانى منها الليبيون منذ إعلان ولادة الدولة الليبية إلى يومنا هذا. على المتضررين من ديسمبر وسبتمبر وفبراير أن يقدموا أفكارهم عن كيفية جبر الضرر حسب وجهة نظرهم، ولكن بوصفهم مواطنين ليبيين، وليسوا كمعارضة سواء كانوا عربا أو أمازيغا أو يهودا أو ديسمبريون أو سبتمبريون أو فبرايريون.
يجب أن يتقدم كل هؤلاء بأفكارهم ومبادارتهم بوصفهم مواطنين ليبيين ليس إلا؛ كيف نعيش معا فوق هذه الأرض وكيف نجبر الضرر بذات المنطق والمنطلق؟. أنصح كذلك الفيدراليين بتقديم مبادراتهم للحكم المحلي أو للنظام الفيدرالي الذي يرغبون فيه وكيفية معالجة التهميش وتوزيع الثروات؟
أنصح كل هؤلاء بالمشاركة في الملتقى الجامع من خلال تقديم أفكارهم ومقترحاتهم ومبادراتهم إلى بعثة الأمم المتحدة؛ راعية الملتقى؛ لحل المأزق الحالي، ومشاكل التاريخ وأسس التعايش في المستقبل.
الكاتب: عبدالرزاق العرادي