كشفت منصة «إيكاد» للتحقيقات الاستخباراتية عن نشاط عسكري ملحوظ في مطار الواو جنوب غرب ليبيا، قرب الحدود مع تشاد، مرجّحةً استخدامه كمسار جديد لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من ليبيا مرورًا بتشاد وصولًا إلى السودان، بهدف دعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ«حميدتي».
ووفقًا لتقرير المنصة، أظهرت صور أقمار صناعية التقطها برنامج «سنتينل» بتاريخي 21 نوفمبر و8 ديسمبر تحديثات واضحة في موقعين على الأقل بمحاذاة مدرج المطار، لم تكن موجودة في صور تعود إلى أوائل أكتوبر من العام الماضي.
وأوضحت «إيكاد» أن هذه التحديثات شملت إنشاء مبنيين جديدين على أطراف المطار، إلى جانب تحركات يُرجّح ارتباطها بوصول مركبات وشاحنات، ما يعزز فرضية استخدام الموقع لأغراض لوجستية عسكرية.
كما أظهرت متابعة الصور منذ مطلع أكتوبر وجود طائرة في مصف الطائرات يُعتقد أنها من طراز «إليوشن–76»، بعد مقارنة أبعادها بصور الأقمار الصناعية، إضافة إلى رصد طائرة أخرى بحجم مماثل في صور ملتقطة بتاريخ 27 أكتوبر، دون تأكيد نوعها بشكل قاطع.
وفي سياق متصل، أفادت المنصة بأنها رصدت فيديو متداولًا منتصف أكتوبر 2025 يوثق زيارة صدام حفتر إلى مطار الواو على متن طائرة من طراز «إليوشن–76 TD»، حيث أظهر المقطع وجود مروحيات وعشرات المركبات العسكرية داخل المطار، بما يتطابق مع المعطيات المرصودة عبر الأقمار الصناعية.
وأشار التقرير كذلك إلى ما أورده الباحث المتخصص في الشؤون الإفريقية باتريك هاينيش أواخر أكتوبر، والذي ذكر أن مطار الواو يضم عناصر من المعارضة التشادية المسلحة، ممثلة في المجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية (CCMSR)، ويُقدّر عددهم بنحو 2000 مقاتل مدرّبين ومجهزين، يتمركزون في إقليم فزان، وينشطون في نقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع.
ويقع مطار الواو في نطاق مرزق جنوب غرب ليبيا، ويضم مدرجًا إسفلتيًا بطول يقارب 3.75 كيلومترات، دون صالة ركاب أو منشآت خدمية، ويشبه في تصميمه قاعدة معطن السارة الجوية.
وبحسب خرائط جوجل، يبعد المطار نحو 650 كيلومترًا عن مدينة الكفرة، وحوالي 225 كيلومترًا عن الحدود التشادية، ويُعد نقطة انطلاق استراتيجية في الجنوب الليبي، ويشكل جزءًا من شبكة مطارات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وفق ما خلص إليه تقرير «إيكاد».
