في تحرّك غير مسبوق، توحّدت شخصيات سياسية وقانونية بارزة في بلغاريا للمطالبة بالعفو عن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، رغم إدانته في قضايا تمويل غير مشروع من نظام معمر القذافي.
وكشفت صحيفة “تشاسا 24″ البلغارية أن التحالف الجديد يضم الرئيسين السابقين جورجي بارفانوف وبيتر ستويانوف إلى جانب وزراء ومدعين عامين سابقين، معتبرين أن طلبهم يأتي وفاءً لدور ساركوزي وزوجته سيسيليا في الإفراج عن الممرضات البلغاريات المحتجزات في ليبيا عام 2007، ضمن ما عُرف بـ”قضية أطفال الإيدز ببنغازي”.
وكانت قضية أطفال الإيدز قد شغلت الرأي العام الليبي والأوروبي منذ نهاية عام 1998 عندما أوقف 23 من العاملين الأجانب والليبيين في الحقل الطبي للاستجواب، تم إطلق سراحهم.
وفي عام 1999، أعيد توقيف 5 ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني متدرب يدعى أشرف الحجوج، واستجوبوا للاشتباه في تورطهم في حقن 393 طفلا ليبيا بفيروس الإيدز في مستشفى الفاتح في بنغازي.
في العام التالي، وُجّه للممرضات الخمس والطبيب المتدرب اتهام بتعمد حقن الأطفال بفيروس الإيدز “لزعزعة استقرار ليبيا “، ليصدر بعدها بأربعة أعوام حكم قضائي بإعدامهم رميا بالرصاص، تم تأكيده مجددا عام 2006.
ودخلت الوساطة الأوروبية مرحلتها الحاسمة مطلع عام 2007 مع انتخاب نيكولا ساركوزي لرئاسة فرنسا، وتصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على دعم قضية الممرضات. وأثمرت المفاوضات العسيرة التي قادتها المفوضة الأوروبية بينيتا فيريرو فالدنر، والتي أسهمت فيها فرنسا وقطر بفعالية، اتفاقا يوم 24 يونيو2007 على إقفال الملف بإطلاق سراح الممرضات اللواتي خفف القضاء الليبي عقوبتهن إلى السجن المؤبد، وكذا الطبيب الفلسطيني الذي منحت له الجنسية البلغارية، على أن يقضوا باقي العقوبة في سجون بلغاريا.
بالمقابل تم الاتفاق على إنشاء الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز (صندوق بنغازي)، على أن تدفع تعويضات للضحايا بواقع مليون دولار للضحية، فضلا عن تعهد فرنسا بتجهيز مستشفى بنغازي، وتدريب فريقه لمدة 5 أعوام، بالإضافة إلى تدريب 50 طبيبا آخرين. وفي اليوم ذاته، وقعت أيضا في طرابس الغرب وثيقة شراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي.
يُذكر أن ساركوزي يقضي حالياً عقوبة بالسجن 5 سنوات في باريس، بعد إدانته في قضايا تتعلق بتلقي تمويل غير مشروع من نظام العقيد الراحل معمر القذافي خلال حملته الانتخابية الرئاسية.
المصدر : RT+ الجزيرة
