in

“دماء الشهداء” بين تسوية سياسية تصون تضحياتها، و(لا تصالح) جاهلية داعمة لأركنو وأخواتها

لقاء سرت الأخير الذي ضم شخصيات من أبناء مصراتة -مهما كان الاختلاف معهم- فإنه يؤكد صوابية مسار التسوية والتفاوض الذي انتهج تيار التوافق في 2022، والذي كشف عن بصيرة سياسية في ذلك الوقت، حيث كانت تلك التسوية (المحاولة) ضمن أطر دستورية واضحة، ومن خلال مجلسي النواب والأعلى للدولة، وبتأييد مجموعة كبيرة من أبناء فبراير والمدافعين عنها بأسلحتهم وأرواحهم، وكان صف فبراير وقتها أكثر تماسكاً، لم تتوغل فيه الرشاوى السياسية بالمال والمناصب، ولم تُشترَ فيه الذمم والولاءات.

كانت فرصة وأدتها جاهلية التعصب لدماء الشهداء وفق عقلية المهلهل الزير (لا تصالح)، ثم ماذا؟ ثم اقبل بالصفقات المشبوهة التي يرعاها (عيال زايد)، اقبل باقتسام النفط، وبشركة أركنو، وبلقاء روما، بل وبالتطبيع، والقائمة طويلة.

إن هؤلاء الحمقى هم من ضيعوا دماء الشهداء وتضحياتهم، بعصبيتهم وقلة فهمهم وعدم إدراكهم للواقع، وإفلاسهم من أي مشروع سوى التمترس وراء شعارات بليت وجافاه الناس لكثرة ما استغلوها، ولا أدلّ على إفلاسهم السياسي من أنهم جعلوا من المطبع الطافش، والمختلس الناهب، حارسا وحاميا لفبراير بزعمهم، “وهل تسلم شياهك إذا وليّتَ رعيَها الذئبا”.

ومحاولة الإساءة لبعض أبناء مصراتة، والتشهير بهم، هي دليل آخر على الإفلاس، وسعيٌ بائس لمداراة تناقضهم وسكوتهم عمن عقد صفقاته الرابحة لجيبه، المضيعة للدماء والتضحية، وذلك بعد أن فشلوا في أن يستقطبوا أهل مصراتة فلم يخرج معهم إلا قلة مغمورة، فما كان إلا اللجوء إلى تعليق لافتة خلسةً بجوار البلدية، وما هي إلا حيلة العاجز والضعيف.

What do you think?

0 نقاط
Upvote Downvote

“عيسى” و “المبروك” يناقشان إعداد ميزانية 2026 وتعزيز التحول الرقمي والإصلاح المالي

“نوفا”: تقارير تكشف نقل أسلحة من الصومال والإمارات إلى شرق ليبيا ومنها إلى السودان