كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن وجود مئات المرتزقة الكولومبيين يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع السودانية، بعدما جرى استدراجهم بعقود عمل وهمية عبر شركات أمنية خاصة مقرها الإمارات.
وبحسب شهادات جنود كولومبيين للصحيفة، وُعدوا بوظائف حراسة في منشآت نفطية وفنادق داخل الإمارات مقابل راتب شهري قدره 2600 دولار، لكنهم صودرت جوازات سفرهم وهواتفهم فور وصولهم إلى أبوظبي، قبل أن يُنقلوا إلى ليبيا ومنها إلى إقليم دارفور، ليجدوا أنفسهم في قلب الصراع.
وأكد أحدهم ويدعى “خوان”: «قالوا لنا إننا ذاهبون لحراسة منشآت، لكننا وجدنا أنفسنا نقاتل على الجبهات».
وذكرت التلغراف أن بعض هؤلاء المرتزقة ما زالوا في السودان، بينما قُتل آخرون ودُفنوا من دون علم عائلاتهم، فيما تعرضت أسرهم للتحذير عند محاولتهم التواصل مع الإعلام.
كما نشرت الصحيفة مقاطع فيديو توثق تجنيد أطفال محليين وتدريبهم على أيدي ناطقين بالإسبانية في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وفي سياق متصل، أشارت وكالة الأنباء السودانية إلى أن الخرطوم قدّمت مطلع سبتمبر الجاري أدلة لمجلس الأمن تثبت تورط شركات أمن إماراتية في تجنيد ما بين 350 و380 مرتزقًا كولومبيًا، معظمهم من جنود وضباط متقاعدين من الجيش الكولومبي.
وتشمل الشركات المتورطة مجموعة الخدمات الأمنية العالمية (GSSG) ومقرها أبوظبي، ووكالة الخدمات الدولية (A4SI) التي شارك في تأسيسها عقيد كولومبي متقاعد ويعمل من مدينة العين.
ووفق الوثائق السودانية، جرى نقل المرتزقة من الإمارات إلى الصومال، ثم إلى بنغازي تحت إشراف ضباط موالين لخليفة حفتر، قبل إدخالهم عبر تشاد إلى السودان، حيث يقاتلون ضمن ما يُعرف بـ«تشكيل ذئاب الصحراء» التابع لقوات الدعم السريع.