حراك متسارع تقوده البعثة الأممية محلياً ودولياً لطرح مبادرة جديدة تكسر الجمود السياسي وتفضي إلى تشكيل حكومة جديدة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة، في وقت تجدد فيه حكومة الوحدة في طرابلس رفضها لأي عملية سياسية وإصرارها على الإشراف على إجراء الانتخابات رغم عدم سيطرتها على كل البلاد، فهل ستحرك هذه المبادرة العملية السياسية الراكدة منذ سنوات؟
اجتماع لندن
واستضافت مطلع الشهر الجاري المملكة المتحدة مؤتمرًا دوليًا استمر ثلاثة أيام لمناقشة كسر الجمود السياسي في ليبيا، يشمل تحريك ملف الحكومة الموحدة، وذلك بالشراكة مع وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث، وحضور ممثلين من ثماني دول، من بينها المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، مصر، تركيا، قطر، والإمارات العربية المتحدة، وفقًا لمصادر صحفية.
وقالت القائمة بأعمال رئاسة البعثة الأممية “ستيفاني خوري” في 7 من ديسمبر الجاري، إن مشاركتها في هذا الاجتماع التشاوري كان بهدف حشد دعم دولي لعملية سياسية بقيادة ليبية وبتيسير من الأمم المتحدة.
وأضافت في تغريدة لها على تطبيق “إكس”، أن “من المشجع لمس الدعم الدولي لجهود الأمم المتحدة لوضع ليبيا على مسار مستدام نحو الأمن والاستقرار والتنمية طويلة الأجل”.
حشد الدعم
وضمن سعيها لحشد الدعم لعملية سياسية مرتقبة، التقت خوري منذ يومين بالسفراء والممثلين الأفارقة لدى ليبيا لمناقشة العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، بهدف التغلب على الجمود الحالي، وتمهيد الطريق للانتخابات الوطنية.
واجتمعت” خوري” اليوم السبت مع ممثلين لأحزاب سياسية وناقشت الموضوع ذاته، مؤكدة دور الأحزاب في الحياة الديمقراطية وضرورة مشاركتهم في أي حوار.
رفض مسبق
وشن رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، هجوما على الراغبين في تشكيل حكومة موحدة.
وقال الدبيبة خلال فعاليات ملتقى أسرى ثورة 17 فبراير، الذي انعقد في مدينة مصراتة اليوم السبت، إنه قادر على إجراء الانتخابات وأن حكومته أثبتت ذلك في الانتخابات البلدية قبل أيام.
واستنكر عمل بعض الأطراف، ومنها مجلس النواب، لإنشاء حكومة مؤقتة، متهما إياها بالعمل من خلال ذلك للبقاء في المشهد، داعيا إلى الاتفاق على قواعد دستورية واضحة لإجراء الانتخابات.
وفي إشارة لمبادرة خوري، قال الدبيية إن على الشعب الليبي أن يساعد نفسه ولا ينتظر المساعدة من المجتمع الدولي، مؤكدا أن الحل في ليبيا هو الدستور أولا وأخيرا.
وفي سياق متصل، اتهم الدبيية مجلس النواب بالعمل على البقاء في السلطة لـ 13 سنة أخرى برفعه شعار تغيير الحكومة، قائلا: يريدون تغيير الحكومة للبقاء سنوات أخرى أو ربما لا يريدون الخروج حتى الممات.
مترشحون لرئاسة الحكومة
ووفقا لرسالة متداولة، فقد أحال مساعد مقرر مجلس النواب في 3 من ديسمبر الجاري لرئيس المجلس عقيلة صالح، قائمة أسماء المترشحين المستوفين للإجراءات، لمنصب رئيس الحكومة، وهم عصام أبوزريبة وسلامة الغويل ومحمد المنتصر وفضيل الأمين وعثمان عبدالجليل ونصر ويس ومحمد المزوغي.
وكان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح قد أكد، في 9 ديسمبر الجاري، وضع المجلس آلية اختيار رئيس الحكومة الجديدة الموحدة وإبلاغ الدول المعنية بالأمر، متوقعاً حدوث توافق بين جميع الأطراف خلال الأيام القليلة القادمة.
إحاطة مرتقبة
وأعلن مجلس الأمن الدولي في 3 من ديسمبر الجاري، إحاطة مرتقبة حول الوضع في ليبيا الاثنين المقبل، ستقدم خلالها خوري مبادرتها السياسية الجديدة.