أعاد نجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية التي شهدتها 58 بلدية في مختلف مناطق ليبيا، أمس السبت، الأمل في تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية واستئناف المسار الديمقراطي، وسط مطالبات بأن تكون هذه الانتخابات إشارة البدء لانطلاق عملية سياسية شاملة تمكن البلاد من الاجتماع مرة أخرى تحت مظلة حكومة واحدة تهيئ الظروف لإجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر منذ سنوات.
نسبة مرتفعة
المفوضية العليا للانتخابات أعلنت بلوغ نسبة المشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، 74% من نسبة المسجلين البالغ عددهم 186 ألفا، مشيرة إلى أن عدد القوائم المرشحة بلغ 159 قائمة تضم 1786 مرشحا، إضافة إلى 545 مرشحا فرديا.
وقالت المفوضية، في بيان لها، إن عدد الموظفون بمراكز الاقتراع بلغ 5 آلاف موظف، وألفًا و369 مراقبا، و4 آلاف و831 وكيلا عن المرشحين، في حين شارك 24 ألف شرطي في تأمين الانتخابات.
منقطع النظير
من جانبه، ثمن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ما وصفه بالإقبال منقطع النظير من الشعب على العملية الانتخابية للمجالس البلدية، مؤكدا أن ذلك يدل على رغبة المواطنين في الاستقرار والأمن والنظام والمشاركة في صنع القرار.
وأكد عقيلة، في بيان صحفي، أن الأرض خصبة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكلٍ منزامن، مشددا على أنه لا يوجد أي مبرر لتأخيره.
تحرر
وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الحكومة الليبية سالم الزادمة، إن الدرس المهم الذي يمكن استخلاصه من نجاح تنظيم الانتخابات البلدية هو أن إجراءها ليس بالأمر الصعب أو المستحيل، خاصةً في ظل توفر الأمن والتجهيزات الفنية واللوجستية.
وأضاف الزادمة، عبر حسابه بمنصة “إكس”، أن استكمال الاستحقاق الانتخابي الوطني لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية يعتمد على توفر الإرادة والتصميم من الأطراف السياسية المعنية، والتحرر من تأثير التدخلات الخارجية.
تعافٍ
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي محمد صوان، الانتخابات البلدية خطوة مهمة ومؤشراً إيجابياً لتعافي العملية السياسية.
وأضاف صوان أن هذه الانتخابات تعزز المسار السياسي الصحيح، معبراً عن أمله في أن تكون بداية لعملية سياسية شاملة تنهي الانقسام السياسي على مستوى الأجسام السيادية.
اهتمام دولي
وحظيت الحولة الأولى من الانتخابات البلدية، باهتمام ومساندة من البعثة الأممية وعدد من الدول الأوروبية، فقد زرا السفير الهولندي لدى ليبيا “يوست كلارنبيك” مركز اقتراع في مصراتة للاطلاع على سير العملية الانتخابية، مشيدا بالتنظيم والشفافية التي تميز الانتخابات.
كما أكدت السفارة الإيطالية في ليبيا دعمها للعملية الانتخابية في المجالس البلدية، مشيرة إلى أنها قدمت نحو 4.8 ملايين يورو عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منذ عام 2016، منها 850 ألف يورو مخصصة للانتخابات البلدية.
وتفقدت القائمة بأعمال البعثة الأممية “ستيفاني خوري” غرفة العمليات المركزية للمفوضية، التي تتابع سير العملية الانتخابية، إضافة إلى زيارتها لمركز انتخابي في مصراتة.
إنهاء الصراع
وحازت العملية الانتخابية على تأييد ومساندة واسعة من جهات محلية، فقد قالت الفاعليات الوطنية مصراتة، إن المسار الانتخابي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وإنهاء حالة الصراع والتشظي.
ودعت الفاعليات، في بيان لها، كل الأطراف السياسية إلى إعلاء المصلحة الوطنية وتبني نهج التوافق لإنجاز الاستحقاقات اللازمة لإجراء الانتخابات وفق قوانين 6+6، وذلك بتشكيل حكومة حديدة موحدة.
إطلاق عملية سياسية
وعدّ التحالف الليبي لأحزاب التوافق الوطني، إجراء انتخابات المجالس البلدية، خطوة مهمة لترسيخ القيم الديمقراطية، وعلى رأسها التداول السلمي على السلطة عبر صندوق الاقتراع.
ودعا التحالف، في بيان له، جميع القوى السياسية الوطنية إلى التوافق من أجل إطلاق عملية سياسية برعاية البعثة الأممية بهدف توحيد الدولة بكل مؤسساتها السياسية والأمنية والعسكرية والرقابية.
رسالة أمل
وأشاد حراك 17 فبراير للإصلاح ومقاومة الفساد ودعم سيادة القانون، بالعملية الانتخابية للمجلس البلدي مصراتة، مؤكداً أن هذه الانتخابات تبعث رسالة أمل بأن التجربة الديمقراطية مقدمة لانتخابات أوسع تشمل الانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ لتعزيز بناء ليبيا الموحدة.