in

كابوس الألغام ما زال يقضّ مضجع الأبرياء في ليبيا

يعود الحديث حول مأساة ضحايا الألغام وبقايا مخلفات الحروب في ليبيا، بعد تقرير للأمم المتحدة كشف فيه مقتل ما يقارب 16 شخصا بينهم أطفال، خلال العام الجاري، نتيجة تعرضهم لانفجارات ألغام أرضية داخل المناطق القاطنين بها.

وقال التقرير إن نحو 444 مليون متر مربع يحتاج إلى عمليات كشف عن الألغام وتنظيف دقيق، مرجحة أن تستغرق هذه العمليات ما لا يقل عن 15 سنة من العمل المتواصل لإزاحة خطر الألغام داخلها.

إحصائية مخيفة
وأردف التقرير أن “ليبيا تمكنت من تنظيف حوالي 36 بالمائة من الأراضي الخطرة التي تم تحديدها في البلاد، إلا أن حوالي 436 مليون متر مربع لا تزال ملوثة”.

ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، فإن ما يناهز عن 400 شخص في ليبيا، فقدوا حياتهم نتيجة تعرضهم لحوادث مرتبطة بذخائر غير منفجرة، خلال السنوات الخمس الماضية، منهم 35 ضحية العام الماضي، كان للأطفال النصيب الأكبر إذ بلغ عددهم 26 طفلًا.

إرث دموي
تعد مناطق جنوب العاصمة طرابلس، مثل عين زارة وصلاح الدين ومشروع الهضبة وطريق المطار وما جاورها، ، المتضررة من الحروب بسبب العدوان على العاصمة في 2019، بعد العثور على عدد من الألغام المزروعة داخل منازلهم وفي الطرقات التي يرتادونها بالمنطقة، والتي تسببت في وقوع ضحايا أبرياء منذ سنة 2020 حتى السنة الحالية.
وشهد عاما 2020 و 2021، سقوط 300 ضحية للألغام بين 123 قتيلا و 175 جريحا، منهم 22 من الإناث، والبقية من الذكور، وتراوحت أعمارهم بين 4 أعوام و70 عاما، كما أعلنت وزارة الدفاع التخلص من 32 طنا من مخلفات الحرب التي جمعت من جنوب طرابلس، وفقا للمركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب.

استراتيجيات
مدير دائرة الأونماس، فاطمة زريق، اعتبرت أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام التي تم تطويرها بالتعاون مع المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام، ستساهم في حلحلة هذا الملف الشائك، مع ضرورة التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك المواطنين والجهات الحكومية وغير الحكومية، لضمان نجاح هذه الجهود.

وأكدت زُريق في تصريح صحفي أن التوعية بمخاطر الألغام تعتبر جزءا أساسيا من العمل، مشيرة إلى أن التوعية المجتمعية وتعاون المواطنين يعدان من العوامل الأساسية لحماية المدنيين، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل الأطفال والعمال الوافدين.

التحديات وآفاق المستقبل
التحديات التي تواجه مكافحة الألغام في ليبيا متعددة، ومنها المساحات الشاسعة التي تحتاج إلى تمشيط، وغياب الخرائط الدقيقة لحقول الألغام، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق بسبب الظروف الأمنية.
ويتطلب هذا الملف تكثيف جهود التوعية وإزالة الألغام بمساعدة تقنية حديثة مثل الروبوتات وأجهزة الكشف المتطورة، للحد من المخاطر التي تواجه فرق العمل الميداني.

كُتب بواسطة Juma Mohammed

شجرة الزيتون توجد بمسلاتة منذ الالف الاول قبل الميلاد

وزارة النفط تعلن عن أول عطاء لاستكشاف الطاقة منذ 2011 وخطط لاستثمارات بقيمة 17 مليار دولار لتطوير البنية التحتية